شخص اعرف فاقته وفاقت أسرته... قابع في بيته الريفي لا يسأل الناس الحافاً رغم ضيق ذات اليد ورغم تقاعده الشحيح... يعول أسرة كبيرة معظمها من النساء... في ذات يوم طلب منه أحد الذين يعرفون ظروفه وهم قلة أن يذهب للجمعية الخيرية فهم يوزعون (كسوة الشتاء على المحتاجين) ويشهد الله انه من المحتاجين فعلاً وبعد إلحاح من الأخ الفاضل الذي ارشده لذلك وبعد تردد ذهب إلى تلكم الجمعية وكله خجل أن يراه أحدٍ ممن يعرفهم... بادره الموظف بطلب الهوية الوطنية وفاتورة كهرباء منزله وبعد فترة اتصل عليه موظف الجمعية طالباً منه أن يراجع الجمعية... ذهب إلى الجمعية ظناً منه انه سوف يستلم من الجمعية كسوة الشتاء أو إعانة سيما وأن الجمعية قد استلمت بياناً بأسماء المستحقين وهو ضمن البيان... بدأت أحلامه تتبدد عندما ناوله احد الموظفين نموذجاً لابد أن يختمه ويوقعه من الضمان الاجتماعي والمؤسسة العامة للتقاعد وجمعية نسائية في ذات المدينة والخدمات المساندة لذوي الإعاقة والجوازات... أخذ النموذج واعطاني إياه وقال لي بنبرة حزن وألم (صبرت سنين على الحاجة كيلا يعلم أحد بمعاناتي وفي آخر العمر يريدون أن يفضحوني على رؤوس الأشهاد) ترك ذلك النموذج المذل عندي وانصرف بكرامته وعزة نفسه... بقي النموذج ضمن أوراقي وذات صباح وجدت النموذج فاتصلت به وقلت النموذج موجود انا أرسله مع احد الابناء يعطيك قال اتركه عندك ويرزقني رازق الطير وهاهو ذاك النموذج قابع بين أوراقي والسؤال الذي يطرح نفسه هل إجراءات الجمعيات الخيرية بهذا الأسلوب الذي يهتك ستر من يريد أن يستتر من ذوي الفاقة؟!!! لماذا لايكون لدى الجمعية هذه آلية يصلون من خلالها إلى معلومات عن المواطن الذي يتقدم للاستفادة من مخرجاتها سيما وأن هذه الجمعية تستطيع بضغطة زر الحصول على جميع المعلومات عن الشخص بدلاً هذا التشهير الذي لا مبرر له على الإطلاق فمن أراد فعل الخير فعله بهدوء دون تشهير بالناس فالناس لهم مشاعر وأحاسيس وكرامة لا نريد لجمعية ما إن تصادرها بإجراءات ما أنزل الله بها من سلطان وسلامتكم.