✒قرأت حكمة جميلة جداً.. فأعجبتني كثيراً.. يقول صاحبها: (عندما يطعن الطيبون في قلوبهم، يتوعدون بالإنتقام، وحين تأتيهم الفرصة على طبق من ذهب، تصرخ ضمائرهم الحية، العفو عند المقدرة). فى رحلة الحياة وكثرة مخالطة الناس، والتعامل مع الآخرين، نتاج طبيعى أن يكون هناك احتكاك واختلاف وتباين، وهذا بكل تأكيد سيولد العديد من التصادمات فى الآراء والأخلاق والطباع والعادات. وربما ستتعرض لإساءات متكررة من هنا وهناك، وهذه سنة فطرية للبشر، لكن المشكلة الكبرى عندما تتفاجىء ممن حولك يهتف لك فى أذنك يجب أن تتنتقم وتأخذ حقك وترد الصاع صاعين، ولأنك صاحب حق ستشعر بالقوة.! لكن هناك ما هو أجمل من الإنتقام.. ألا وهو الصفح الجميل عمن أساء إليك، والصفح والعفو هو صفة خلقية جليلة وشيمة من شيم الأقوياء، ويترك صاحبه يشعر بالأمن والآمان والسلام.. أما حب الإنتقام فهي صفة الضعفاء، ويتعب قلب صاحبه بالتفكير والتدبير بالإنتقام حتى ولو بطرق ملتوية. القوي من يمسك أعصابه عند الغضب، ويقابل الهجر بالوصل، والإعراض بالإبتسامة، والإساءة بالإحسان، والجفاء بالمودة.. وهذا ما دعا إليه رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت). يا صاحب الحق أيها المظلوم ألا تريد رحمة الله والعفو منه؟؟ إذاٍ ليكن شعارك بعفوك عن الناس، العفو عند المقدرة، لأن من لا يرحم لا يُرحم.. قال الله تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم:*(من كظم غيظاً وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله عز وجل على رُءُوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء). *ترويقة: فاتورة ثمن الإنتقام مرتفعة جدا تدفعها من صحتك وأعصابك ومشاعرك، فاترك ذلك لله طالبا الأجر والمثوبة، فالحقد والكراهية أنت بذلك تؤذي نفسك أكثر مما تؤذي خصمك. *ومضة: قيل: قبل أن تبدأ رحلة الإنتقام.. احفر قبرين.