✒نحن في درب الحياة علينا أن نتقبل البشر بحالتهم ونتعامل مع تفكيرهم بقاعدة.. (ادفع بالتي هي أحسن)، فكلما تقدم عمر الإنسان كلما زادت حساسيته للمواقف التي تواجهه، وتكون شدة الحساسية أكثر لمن لا يملك قيم واخلاق عالية، فتجده قد لا يستطيع النوم لمجرد أن احداً نظر إليه بنظره لم تعجبه، أو قيل فيه ما لا يرضيه. إن الحياة مليئة بالمفاجآت والتحديات سوء كانت تسعدنا أو تعكر صفونا، ونحتاج أن نكون اقوى وألا نقف أمام ما يعكر صفونا حياتنا، ونعلوا عن تفاهات وسفاس الأمور الغير سوية من بعض البشر وإسائتهم لنا، فالجميل من حَسُنَ خلقه وزاد علمه نضجاً وتسامحاً، فالقوة بالتسامح وليست بالأخذ والند والمعاملة بالمثل. من باب الإستشارة بعد الاستخارة التي امرننا بها ديننا، شاورت أحد خبراء علماء النفس عن موقف صدامي حصل في العمل مع شخص مستفز إلى درجة الغثيان، ما هو الحل من وجهة نظره؟ هل اتعامل بالمثل!! أم استمر بعدم اللامبالة لتصرفاته الصبيانية، دار حوار طويل في نفس الموضوع، وبعد انتهاء اللقاء ارسل لي عبارة مشهورة، غابت عني ولم استحضرها منذ فترة، لكنها وقعت في قلبي ..(كن جميلاً ترى الوجود جميلاً). كنت قد قرأت هذا البيت كثيراً وتوقفت عنده أكثر في مقالاتي السابقة، لكن الله ربما اراد أن يختبرني، فالله جميل ويحب الجمال في كل شيء، قمت في صباحي الباكر الجميل متوقفاً عند هذه العبارة متأملاً ومتسائلاً في نفسي كيف أكون جميلأ في أخلاقي مع الناس وتعاملي مع الآخرين وردة فعلي مع المسيئين بكل برود قائلاً لنفسي: كن جميلاً حتى يحبك الجميل سبحانه. قبل ذهابي للعمل لبست ملابس جديدة! خلعت نظارتي السوداء! نظرت إلى المرآة مبتسماً لنفسي! جاءني شعور جميل ورائع وكأن الدنيا كلها قد رأيتها جميلة ورائعة وحلوة خضرة، بالفعل وبكل تفاؤل رأيت الصباح أجمل، والشارع أجمل والناس المارة احلى واجمل والسماء اصفى وانقى وكل ماهو حولي اصبح اكثر جمالاً ورونقاً. جميلة هي الدنيا مع كل ما يحصل لنا من ملمات واحداث دنيوية ليس بمقدورنا تغيريها، لكن علينا التعايش معها وتحويل المحنة إلى منحه ربانيةلكي نكون جميلين كما يريد الجميل سبحانه، بهذا الشعور الداخلي الجميل حدثث نفسي بطقوس تفاؤلية! أحسست بعدها بالراحة والسعادة الوجدانية التي غمرت قلبي! شعرت بأني أجمل إنسان في الدنيا! قلت في نفسي كم أنت جميل عندما ترى الجمال في كل شيء!! *ترويقة: قد نسمع في حياتنا اليومية بعض الجمل التي تترك أثراً جميلاً وإيجابياً داخل نفوسنا وتمنحنا الأمل والتفاؤل بان الدنيا مازلت بخير، فالكلمات الإيجابية لها وقع مختلف من شخص لآخر، فبعضنا تعجبه دون أن يحرّك ساكناً، والبعض الآخر تراه قد بدأ بتطبيق الحكمة كما سمعها ليبدأ قصة نجاحٍ وليدة من فكرة صغيرة. *ومضة: كن أنت كما أنت فمن يحبك سيحبك لذاتك وأخلاقك.. وعلى مقدار خطى من يسير معنا في درب الحياة سنواصل معه مشوار الحياة الجميلة.. (كن جميلاً ترى الوجود جميلا ) .