كان هذا الوطن الكبير الواسع الأرجاء، قبل أن يوحده الملك المؤسس عبدالعزيز أل سعود رحمه الله، وطنُ خوفٍ ورعبٍ وسلب وتقاتل وثارات، بين قبائله المتناثرة في كل أرجائه، وكان وطن جوعٍ وفقرٍ وعوز، فلا أنهار ولازراعة ولاثمار، إلا ماكان قليلاً ومحدودا لايكاد يُذكر. ومع وجود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة على أرض هذا الوطن، ومع مجيئ الحجاج والمعتمرين إليه، فإن ذلك لم يساهم في إستقرار وأمن الوطن، بقدر ماكان وبالاً على القادمين، لما يتعرضون له من نهبٍ وسلبٍ وقطعِ طريق، مما حدا بالكثير منهم عدم العودة لبلادهم والبقاء في هذا الوطن، ليشاركوا أهله الأصليين درك الشقاء والعناء وجهد البلاء. وحين توحدتْ البلاد وجُمع شملها ولُم شتاتها وشعثها،ورُسم دستورها كتاب الله وسنة رسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ورُفع عَلَمها الذي خُطَّ عن عقيدةٍ وانتماء لاإله إلا الله محمد رسول الله، وارتقت إلى علياء العزة والشموخ والشمم بكيانها الزاهي العظيم،واسمها الرائع الكبير، المملكة العربية السعودية! عندها...إستقر الوطن وثبت ونما وازدهر وتطور، وفتح الله له كنوز الأرض حتى غدا من أغنى الأوطان وأثراها في الأرض قاطبة. وحين قيض الله له ولاة أمرٍ مخلصين لدينهم وبلادهم، عمّ الرخاء أرجاء البلاد وتعدّى هذا الخير إلى بلاد العرب والمسلمين، فما من بلدٍ عربي وإسلامي على وجه الأرض إلا وساهمت المملكةالعربية السعوديةوتساهم في استقراره ووحدته ونمائه، وتساهم بلادنا في الإستقرار العالمي كافة، والعالَم كله يشهد بذلك .. عدا الحسدة والمنافقين ومن تبعهم من الجهلة والموتورين، وأعداء العرب والمسلمين! إن في تأسيس هذه البلاد ووحدتها، لخيراً لكل الأوطان عربها وعجمها، سواء في استقرارها وأمنها، أو إقتصادها ، أو دعوتها للحق بالحكمة والأخلاق الحسنة والقيم الرفيعة! ويوم الوطن ..لهذاالوطن... يومٌ سعيد يفرح بذكراه كل مواطن ينتمي لهذا الوطن، حق الإنتماء،ويسعد حين يقدّم لقيادته الرشيدة الولاء والطاعة بالمعروف في المنشط والمكره، ويجدد بيعته لولي أمره خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ،ويسعد حين يقدّم للوطن كل مايستطيع ليبقى شامخاً متألقا عزيزا منتصرا..! ويجب أن يفرح بذكراه كل عربي ومسلم وكل من ينشد الأمن والإستقرار والسلام في الأرض، وكل من يهوى صنع التنمية والحياة المثالية الجميلة في كل مكان..فوطننا مهد الحضارة الإسلامية، التي انبثق منها التطور العلمي المشهود...ومنه ومن فوق ثراه انطلقت ..وعمّت ..الأرض بنورها.. إن من أعظم مايميز يومنا الوطني عن كل أيام الأوطان الأخرى، أنه يذكرنا بنعمٍ عظيمة تعود علينا خاصة وعلى المسلمين وأهل الأرض كافة، ومنها: 1- نعمة التوحيد التي تنبثق من دستور بلادنا، لأنه هو معقد النجاة في الدنيا والأخرة، وبلادنا تنعم بهذه النعمة العظيمة وتعض عليها بالنواجذ، وتعلّمها وتدعو لها فلاجدل أنه صمام أمنٍ وأمان في هذا الوطن. 2- خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والتي يشرف عليها خادم الحرمين الشريفين مباشرة، والتي ينعم بها المسلمون كافة والحجاج والمعتمرون خاصة. 3- نعمة الأمن التي يفتقدها الكثير من الأوطان والشعوب في الأرض، وتنعم به بلادنا ولله الحمد، ولا أكون مبالغاً لوقلت وبملء فمي.. أن هذا الوطن الكريم، أمَنُ وطنٍ على وجه الأرض .. ولايخالف قولي هذا إلا جاحد أومكابر، وكل من خرج خارج هذه البلاد وعاد إليها أولم يعد يعلم حقاً أن وطننا ..أكثر بلدان العالم أمناً واستقرارا. بيد أن النعم التي ننعم بها كثيرة،ولانستطيع لها عدّا، ولاتزال تترى ولله الحمد والشكر. لذا ...نقول ..هنيئا لخادم الحرمين الشريفين هذه المناسبة السعيدة ذكرى يوم الوطن وهنيئالسمو ولي عهده الأمين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم! وأقول للوطن الكريم الغالي.. مجدداً بعضاً مما كتبتُه شِعراً في حب الوطن قديماً، وسارت به الركبان، من خلال بعض الصحف ..والقنوات والمدارس والجامعات سلمت يا موطن الأمجاد والكرمِ ياموطني يا رفيع القدر والقيمِ سلمت حامٍ لهذا الدين ياوطنا سما به المجد حتى حلّ في القممِ لم تعرف الأرض أغلى منك ياوطنا مشى عليه النبي الحق بالقدمِ يا مهبط الوحي يا تاريخ أمتنا يا مشعل النور للأبصار في الظُلَمِ! رافع بن علي الشهري