عندما نتكلم عن التعليم فإننا نتكلم عن أهم وزارة في أي دولة بل رافدا هاما يدعم و يحقق الأهداف والخطط الاستراتيجية و أقوى عامل من عوامل التنمية و داعما لأي رؤية أو أي تحول وطني طموح لإعادة هيكلة الدول أو ترتيب الأفكار والأولويات لأي شعب أو حكومات تنشد التطور و التجديد فكريا و اقتصاديا و تقنيا و تجاريا و اجتماعيا. وفي الآونة الأخيرة بدأت وزارة التعليم تتخبط في جل قراراتها وتخطو في برامجها بلا خطط مدروسة أو أفكار قابلة للتنفيذ على الواقع, بل تجاهل صيحات ومطالبات الميدان التعليمي والتربوي و كثرة اللوائح والأنظمة والأدلة بلا كوادر بشرية مهيئة و مدربة و معدة لهذه الأعمال بل تحميل المعلم أو مدير المدرسة لهذه الأعمال واصبح مدير المدرسة كحمار الزبيب الذي يحمله ولا يستفيد منه شيء لا أكلاً ولا مالاً. وحتى لا تأخذنا السلبيات إلى اليأس و هي كثيرة و لكي ننعش تعليمنا فهو على شفير الهاوية بل إنه يحتضر أوجز بعض الحلول لعلها تنعش العقول قبل العيون والميدان قبل فوات الأوان ولنتدارك ما بقي إن وجد:- 1- القيادة:- دعم الميدان بكوادر قيادية مسلحة بالعلم و الإيمان و مدربة تدريبا تقنيا لتنهض بالتعليم مع أهمية منحهم الثقة والصلاحيات و الرواتب المجزية والحوافز المادية والمعنوية التي يطمحون لها. 2- التخصص الدقيق:- تفعيل التخصصات الدقيقة فيما يخدم الطالب و الوطن(موهوبين - نشاط إدارة تقنية معلومات - مدرب شراكة مجتمعية كشافة الخ) وعدم تكليف المعلمين بهذه الأعمال والتي قد لا يجيدها و إرغامه بها لقلة أعداد الحصص لديه وتطبيق لائحة وزارة الخدمة المدنية في ذلك حتى لمن هم على كادر المراتب بالإشراف والمناوبة و تنفيذ البرامج واللجان وليست من طبيعة أعمالهم بحجة بند(وما يسنده عليه المدير المباشر من أعمال) وتجاهل بما لا يتعارض مع طبيعة عمله. 3- المناهج:- اصدار المناهج لمدة متوسط الأجل من 4-5 سنوات ويمكن اصدارها برموز مالية للمطابع الأهلية و ينوه عند تغيير النسخ كل 5 سنوات في وسائل الإعلام المتعددة وبهذا نقضي على التأخير الملحوظ كل سنة للمناهج و تقل التكاليف على الدولة و يمكن للجميع خلال مدة تغيير او تحديث المناهج طرح الروئ و الأفكار و الملاحظات للتطوير و التحسين. 4- المعلمين:- وقضية النقص كل عام بشكل ملحوظ وهنا يجب إعطاء مديرو المدارس دور وصلاحية في الاختيار والتعيين بل يفوض لسد العجز في المدرسة التي يديرها بالإعلان والمقابلة والترشيح والتعاقد وفق نظام مكتب العمل وحسب ما يراه يحقق المصلحة الوطنية. 5- النشاط:- بل الوهم البراق والذي لا يزال حبراً على ورق, فليس هناك رواد نشاط متفرغون وليس هناك قناعة من الميدان التربوي بهذه الساعة التي فرضها معالي الوزير وبإمكانه اصدار منهج للنشاط و عمل حصة و تعيين معلمين لديهم دورات أو تخصصات تتناسب مع مفردات هذا المنهج. 6- المرحلة الثانوي:-وهنا لي وقفة مع كثرة المعاهد التقنية و التجارية, فلما لا تجمع هذه المعاهد(الصناعية التجارية المساحية الصحية الشرعي النظري الخ) في المرحلة الثانوية و توفر الميزانيات و الكوادر البشرية والمباني و يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية بدرجة دبلوم و يكون جاهزا لسوق العمل مباشرة أو يكمل مشواره التعليمي العالي بالجامعات أو الشركات التي تتبنى مشواره التعليمي والتقني والتدريبي وخلافه. 7- الدعم :- وهنا يجب تكثيف الدعم المالي والمعنوي للميدان التعليمي و الكل يعلم إنفاق المعلم على طلابه وعلى تجهيز الفصول بالتقنيات و جعل المدارس بيئة جاذبة بعد تقاعس الوزارة في تأمين ما يدعون إليه و ألا و هو عنصر التقنية في العملية التعليمية أو تخصيص مبالغ من الميزانية التشغيلية للتقنيات التعليم والصيانة والتدريب و الانتدابات. 8- الابتعاث :- وهنا لي وقفات فجل الدورات والابتعاث لخارج الوطن و للدول المتقدمة تعليميا لا يحصل عليها المعلم أو مدير المدرسة بل يستقطبها منهم في الإدارات العليا بالوزارة أو إدارات التعليم و لا يطرحونها للاكتتاب العام أسف للميدان بالشروط و المقاييس, بل يتكتمون عليها و من يعترض يبتعثونه لمدينة جدة أو دبي ليغير الجو ويرجع كيوم ولدته أمه و مواطن صالحا ولا يعلم بأسرار الليل؟؟. 9- بعض الممارسات الإدارية الخاطئة:- ومنها المركزية القاتلة بين الوزارة والإدارات التعليمية من جهة و الإدارات التعليمية و مكاتب التعليم، من حيث الندب و طلبات المحافظات الكبيرة وتحميل المكتب فوق طاقته وسحب الصلاحيات منه وجعله في المواجهة دون دعمة معنويا و لوجستينا حسب آليات المكاتب المعتمدة من قبل الوزارة وكما يفعل بالمكاتب يفعلون نقس الممارسات على المدارس وسحق صلاحيات مديري المدارس في القبول و الندب بمعنى أنها سلسلة من الضغط وكما قيل في المثل الشعبي(لا تشقى مع من شقي فيلقيك ما قد لقي). 10- البيئة المدرسية:- من مباني مدرسية وقدم المخطط المدرسي وعدم الاستفادة من الأخطاء السابقة للمدارس ونفس التصميم منذ 30 سنة وكأن المباني لم تتطور فهناك تصاميم استحدث وكأن وزارة التعليم لم تشهد ذلك أو أنها بعيدة عن العالم والتطور. في نهاية المطاف فهذه بعض الأمنيات التي اتمنى أن تتحقق على المدى القريب لعله يصحح المسار و ينعش الوزارة أو يكون صدمة كهربائية إن كان في القلب نبض واحساسا. مرداس 2020