تتراشق وسائل التواصل الإجتماعي عدة هاشتاقات تحمل في طياتها العبارات التالية: "الحجاب عادة وليس شريعة" و "النقاب ليس واجب" ؛ وهلما جرا... وسم يتلوه وسم وحملة تتبع أختها، وجرأة على الدين، وخطوة شيطان تفتح لخطوة أخرى وانتقاص يجلب انتقاص وشد وجذب، هذا ينكر وهذا يقر، وفتاة تنعق بالحرية من الحجاب وأخرى تنادي بالحجاب، المجتمع أصبح بين المطرقة والسندان، ولو تريث قليلا لوجد أنه يخوض في أمر قد أوجبه الله وماعليه سوى التسليم والإقرار، ولو فكرا مليا لوجد أن الحجاب شعيرة من شعائر الله، وتقواها خير وفضل ورحمة، مثل هذه الأمور التي يظن البعض أنها بسيطة وصغيرة تزعزع الركائز التي نرتكز عليها في الشريعة وتهز من قيم المجتمع وصغار العقول وضعاف النفوس يأتون إلينا بأخبث الطرق فينفثون سمومهم ولايتوانون لحظة واحدة في النفث ولكن رغم شدة النفث والنعق والصياح والنياح أنقلب السحر على الساحر فتمسكت المرأة المسلمة بالحجاب واتضح لها خبث أولئك الأوغاد فمن كانت تلبس عباءة كتف قررت أن ترفعه على الرأس ومن كانت تلبسه على الرأس استقر في قلبها حب الحجاب فبعض الأمور نحسبها شر وبين طياتها تحمل الخير العظيم. فالحملات التي ضد الحجاب مازادت المرأة النقية العفيفة إلا تمسكا بحجابها ورفضا لما يدنس حشمتها. ولتعلم كل فتاة مسلمة في مشارق الأرض ومغاربها أن الحجاب عبادة وشريعة شرعها الله من أجل حمايتها وحفظها وسلامتها وما كان الله عزوجل يريد ظلما للعباد وسيعلم كل قليل مروءة وناقص فكر أن الله حين أمر المسلمات بالحجاب لم يكن إجحافا لهن ولا كبتا لحريتهن بل رفعة وعلوا وكي لا تكون سبيلا لكل وارد ولا لقمة سائغة لكل جائع وأعلم جيدا أنه يقر كل ظالم لنفسه بقدسية الحجاب ووجوبه وأن آيات القران فرضت الحجاب لكنه ينكر قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ). وكلمة يدنين في اللغة يرخين. فمن قال أن الحجاب ليس شريعة نقول له من أين!! أتيت بهذا!! وعن عائشة قالت : لَمَّا نَزَلَتْ : (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ) انْقَلَب رِجَال مِن الأنصار إلى نِسَائهم يَتْلُونَها عَليهن ، فَقَامَتْ كُلّ امْرأة مِنْهُنّ إلى مُرْطِها فَصَدَعَتْ مِنه صَدْعَة فاخْتَمَرَتْ بِها ، فأصْبَحْنَ مِن الصُّبْح وكأن على رُؤوسهن الغِرْبَان، هذا هو التسليم لأمر الله وعدم الجدال والخوض في أمر قد انزله الله وشرعه. فياليت فتيات اليوم يسلمن لأوامر ربهم ولايخضن فيما لا فائدة فيه ولا نفع منه. والقرآن الكريم والسنة النبوية هما المرجع الأساسي والتمسك بهما هو سبب الثبات لقوله صلى الله عليه وسلمتركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلو بعدي كتاب الله وسنتي). فلماذا هذه الحملات الباطلة والتي في كل يومين تظهر وتناقش على الملأ ولا رادع لأصحابها ولكن بقلب متيقن أقول لينصرن الله هذا الدين ولله العزة وللمؤمنين والحجاب عز وفخر وحب وعشق وقر في القلب فهيهات أن يندثر. ومهما حدث في الدنيا ستبقى المسلمة عفيفة متلفعة بحجابها وكأنه خلق معها لاتنفك عنه ولا ينفك عنها. حفظ الله العباد والبلاد من الفتن ماظهر منها ومابطن والحمدلله على بلد تقام فيه شريعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأدام الله نعمة الحجاب وفضله ومنه علينا بالستر والوقار والعفاف والحشمة. لم أطل الحديث لأن العالم كله يقر بشرعية الحجاب ولو أنكرته قلوب مبغضيه وما أنكروه إلا استكبار وحقدا فهنيئاً لنا بالحجاب ولا أطفأ الله نار قلوب كارهيه. وفي نهاية المقال أقول إن الحجاب شعيرة من شعائر الله، وفرض فرضه الله والكل يعرف ويعلم هذا وبالأخص الذين يكتبون ضده فهنيئاً لكِ يا أمة الله بحجابك فهو مصدر عزتك وإيمانك وجزى الله خيراً الشيخ محمد الفراج حين قال في قصيدته معبراً عن ذلك بقوله: لله درك يا ريحانة البلد شبيهة الكعبة المخفورة الجسد سوداء ولكن بلون القطن في نظري وكل عين تعافت من قذى الرمد يا أم، يا اخت، يابنت الرجال، يا تاج الرؤوس لهم ، يافلذة الكبد يافخر كل أب، ياعز كل أخ ياذخر زوج وكحل العين للولد من أي قافية، اشدو بمدحك يا ذات النطاقين لا ياربة المسد أرادك المغرض الفتان مجتهدا فقلتِ لاحي لا.. للمارق الكمد.. من رامني دون عرضي صرخت به لا حبذا أنت.. حب الخالق الصمد لما دعاني إلى خير هتفت له سمعا وطاعة... لم انقص ولم أزد ثم احتسبت بجلبابي وملحفتي تكليفه في فمي أحلى من الشهد صاليت حر لهيب الشمس محرقة حذار حري لظى ممدودة العمد ياقولة ما أرادت وجه خالقنا لأنت مظلومة موهونة الجلد دعاية من دعاة الغرب منكرة بمثل صوت فحيح الأرقم الحرد لما رأيتك في الرمضا مخفرة كم من مشاعر مرت ثم في خلد فما أجمل أن نحيا ونموت ونحن متلفعات بحجابنا لا ننزعه ولا نغيره بعرض من الدنيا قليل. إشراقة: الحجاب حب لايندثر وعشق يتجدد.. فليركد العالم المحتقن.