عندما تتجاهل أو تتغافل أخطاء أو زلات وتجاوز شخص ما أو من يربطك به علاقة قرابة أو صداقة حميمة لا زال عبق رائحتها وذكرياتها تدور في خلدك و تذكرك بماض أو زمن قضيت معه أو معها أجمل الذكريات و أمتع اللحظات ثم يزداد تجاوزا و تندرا رغم إصرارك على الصبر والترفع لبقاء الود والمحبة لهو علوا في النفس و سمو لهامة تستحق التقدير والاحترام. ونحن هنا عندما نتكلم عن الصبر فنحن نتكلم عن مبدأ وباب عظيم في ديننا الإسلامي تكرر في كتاب الله و قد جعل الله إحدى أبواب الجنة للصابرين بل هو حُلة المؤمنين وتاج المتقين ونبراس المسلم و زينته و رأس مال لا ينفذ أو يتقادم حتى يموت صاحب هذا الخٌلق والمبدأ العظيم. وعندما نتكلم عن الغدر والخيانة فإنه يتبادر لذهن كل مسلم و عربي ارتباطها الوثيق باليهود بل هي من صفات المنافق و صفة لم يمتدحها الله و لا رسوله والآيات و الأحاديث في ذلك كثيرة بل قرنت الخيانة بالكفر في محكم التنزيل. والرسول صلى الله عليه وسلم صبر على أهل مكة ثم انتقل إلي يثرب و تعرض لصنوف الغدر والخيانة من الأقربين و المنافقين واليهود ولكن لم يثنه ذلك عن مواصلة الدعوة والتجاوز و التغافل فهو مطلب لسير الحياة،وخطوة كبرى لتجاوز سفاسف الأمور وعامل قوي لبقاء المودة ونافذة صحية لنقاء القلب و طيب السريرة. ولكن قد يكون الصبر نقطة ضعف لمن يتطاول و يتجاوز على الإسلام والمسلمين ومقدساتنا في بقاع المعمورة بل قد يكون تخاذل لنصرة إخواننا في فلسطين و سوريا و ما يفعله الطغاة في السجون والمعتقلات وكتائب العنصرية الصفوية الرافضة بأهل السنة وكتائب العنصرية المسيحية المعادية للإسلام والمسلمين. وهنا انشغلنا بحروب جانبية لمنتصر فيها هو الخاسر بل كليهما خاسر وتركنا القدس الشريف و فلسطين تعبث فيها عصابات الصهيونية وتقتل وتعتقل الشباب والنساء والأطفال وتهدم البيوت وتهلك الحرث والنسل، فيجب علينا عدم إهمال قضيتنا الكبرى فهي ملك لكل مسلم في أصقاع الأرض والتفريط فيها يعني تنازل عن هوية و ملك منذ خلقت السموات و الأرض وهنا أترككم مع قصيدة رائعة تخص فلسطين للشاعر المصري علي محمود طه:- أخي، جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد، وحق الفدا أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا؟ وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدى فجرد حسامك من غمده فليس له، بعد، أن يغمدا أخي، أيها العربي الأبي أرى اليوم موعدنا لا الغدا أخي، أقبل الشرق في أمة ترد الضلال وتحيي الهدى أخي، إن في القدس أختا لنا أعد لها الذابحون المدى صبرنا على غدرهم قادرينا و كنا لهم قدرا مرصدا طلعنا عليهم طلوع المنون فطاروا هباء، وصاروا سدى أخي، قم إليها نشق الغمار دما قانيا و لظى مرعدا أخي، ظمئت للقتال السيوف فأورد شباها الدم المصعدا أخي، إن جرى في ثراها دمي وشب الضرام بها موقدا ففتش على مهجة حرة أبت أن يمر عليها العدا وخذ راية الحق من قبضة جلاها الوغى، و نماها الندى وقبل شهيدا على أرضها دعا باسمها الله و استشهدا فلسطين يفدي حماك الشباب وجل الفدائي و المفتدى فلسطين تحميك منا الصدور فإما الحياة و إما الردى نعم...فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى ، لك الله يا أرض المقدس ويا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. مرداس 2020