السلوك الشخصي للمواطن الصالح يعكس مدى حبه لهذه البلاد العظيمة التي تكتنف بين أحضانها الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ، وترفع راية التوحيد .. وانتماء المواطن الصالح لهذا الوطن تجده ظاهرا في سلوكه تجاه دينه ووطنه ومجتمعه ومقدرات بلاده وعلمائه وولاة أمره وكل ما من شأنه بقاء هذه البلاد آمنةً مستقرةً رخاءً يقصدها المسلمون من كل مكان آمنين مطمئنين ، وبقدر محبته لبقاء هذه البلاد المباركة سامقة شامخة معتزة بعقيدتها وثوابتها وأمنها ووحدتها وأُلفة المواطنين فيها ؛ فإنه يبذل كل مايستطيع من نصح وتثقيف وسلوك صالح في نفسه ووطنه ومجتمعه بكل أطيافه وفق المنهج الرباني القويم الذي دلتنا عليه شريعة الإسلام .. إن شريعة الإسلام العظيمة التي ترفع رايتها هذه البلاد الغالية وتقلنا جميعا في سفينتها تحتّم علينا الحفاظ على هذه السفينة من الغرق أو أن تعصف بها الريح ، ولا يحصل هذا إلا باتباع الدين الحنيف الذي دلنا على حفظ ضرورياته الخمس. وواجبنا كمربين أن نغرس القيم الأصيلة التي تحصّن أبناءنا من الانحراف عن المنهج القويم ، وتذكرهم بحسن جوار نعمة الله عليهم في هذه البلاد وكيف يحفظونها ، وأن يكون كل واحد منهم درعا حصينا يحمي نفسه ومجتمعه وبلاده من كل خطر ، لتبقى هذه البلاد الغالية منارة لنشر العقيدة الصافية النقية ، وراعية للمشاريع الخيريّة ، وقدوة للأقطار الإسلامية في شتى بقاع الأرض ..