هناك سور كبير بين الأجنبي والسعودي... سور يخفي حقيقة اشتراكنا في الدين والتاريخ والمحيط الجغرافي والهموم والآلام والآمال، و لكنه في الواقع يزول بمجرد الاقتراب ويختفي هذا السور بمجرد النظر بعين الإنسانية.. وللأسف هناك الكثير ممن يأبى أن ينظر بعين الإنسانية سواء كان مواطنا أو مقيما، وفي الأحداث الأخيرة التي ظهرت على الواجهة الإعلامية وبعد متابعتي لحلقة (إقامات مقصوصة) من برنامج حراك للإعلامي عبد العزيز قاسم، اتضح لي كمواطنة بسيطة بعض المعطيات. .نستطيع بعد تفصيلها وضع الحلول المناسبة لكل معطى. .المعطيات : - هناك مقيمون يستحقون فعلا ان ننظر لهم بعين الصديق الصدوق، الذي له الفضل علينا، وله منا حق المعاملة الإسلامية الراقية ، فنجده قد قضى اهم مراحل شبابه، هذا إن لم يكن عمره كله في خدمة ارضنا وتعليمنا في الجامعات وغيرها ، ويصرف على ابنائه الذين ولدوا على أرضنا مما يكسب، ولا يخرج لبلده الأصل اي مكسب مادي أو غيره، بل انقطع تماما عن بلاده، ولم تعد له بها صلة، وانقطعت جذورهم بالكامل عنها.. - وهناك مقيمون وإن كانوا يرسلون لبلدانهم مايكسبون من جهدهم ومن خيرات بلدنا ،إلا انهم نظاميين ولا نجد لهم اي مخالفة في اي مجال ، رغم العمر الذي قضوه بيننا قد لا يقل عن 30 سنة، ما زالت لهم صلاته ببلادهم، وجذورهم هناك متصلة. - وهناك مقيمون استطيع أن اقول عنهم استغلاليين، ولم يأتوا الا من أجل المال والمال فقط ، ولذلك قد يعملون بشكل غير نظامي، ويمتهنون مهن مخالفة لأنظمة الدولة ليجمعون المال لبلدانهم وبلدانهم فقط!! - وهناك مقيمون شبه نظاميين!! يحملون إقامات لأعمال مبهمة (تصفيف شعر -طباخة ) بالتهريب او أستطيع أن أسميه (تهريب نظامي!) من قبل مسؤولين كبار وتجار كبار لايخافون الله،وبسببهم يقطع رزق المقيمين الأصدقاء، حيث يستقدمون آلاف العمالة من جنسيات غالبا ليست عربية ولا مسلمة ، بإقامات وأعمال فضفاضة ،ثم يزجون بهم على أرضنا بلا مسؤولية، ويطالبونهم بدفع (إتاوات) بمبلغ وقدره، عند تجديد الإقامة وغيرها ، يعني ( تهريب، مخدرات ،دعارة، سرقة.. أي شيء المهم جيب فلوس)، حيث أنني وجدت ان أغلب الخادمات الحبشيات الآتيات، يعملن في المنازل بالساعات، ممن يحملن إقامات بهذه الطريقة المعاقة. الحلول المقترحة : - الحل العادل في نظري أن نعطي المقيم الصديق، الذي يرى السعودي بعين الأخ الكريم الشكور المعطاء، والذي قد قضى بيننا 30 سنة وقد تصل ل70 سنة، بحب وولاء وإنتماء، وأصبح أبناءه وأحفاده كالسعوديين في تربيتهم، وولائهم وتعليمهم ووو، ولم يعد مرتبطا ببلده الا بالإسم،، أرى أنه يستحق الجنسية السعودية بكل جدارة. . - أما من لا يزال مرتبطا ببلده ويرسل لهم مما يكسب ولكنه طول مكوثه وسنوات عمره كان نظامي ولم تكتب له أي مخالفة ، فيستحق أن يمنح إقامة بلا كفيل .. - أما المقيم النظامي الإستغلالي حديث العهد بالبلد، ذو المخالفات فيستحق المراقبة والتشديد، وإن تكررت مخالفته، فيأخذ تأشيرة بلا عودة.. - اما المهربون نظاميا ، فحبذا لو يتم معاقبة وزارة العمل نفسها ، وكذلك الجوازات حيث انهم يسمحون لنفس الكفيل استخراج كل تلك الفيز والإقامات ، فهذا الفساد الذي حصل، يستحق أشد انواع العقاب كالفصل والسجن، وتعويض الدولة خسائرها التي حصلت بسبب هذا التسيب والفساد، يستحقون النفي،ولنستخدم أسلوب قص الإقامات والترحيل. أما الهوامير الذين خلفهم، ولايخافون الله ولا يهمهم مصلحة بلدهم ، فيجب أن يغرموا ماليا، ويحبسوا في بعض الحالات .. لنترق بإنسانيتنا ونتحلى بإسلامنا..قيمة وكرامة الانسان فوق أي إعتبار..