في معترك الساحة الثقافية السعودية بشكل خاص والعربية بشكل أعم يتم تصوير الثقافة - من قبل وسائل أعلامنا المستغربة - على هيئة لا تمت لمادة ( ثقف ) في معاجم اللغة العربية بصلة , لا من قريب ولا من بعيد . بحيث يتم ربط كل الحركات الثقافية بما يدعونه ويصفونه بالإنفتاح الذي هو في الحقيقة إنحلال وسقطٌ دون تحفظ . فتراهم ينسبون الثقافة لمن لا يملك منها ما يعطيه الحق في ارتداء جلبابها ، فقط لانه يرتدي بدلة رقص أو يلون وجهه كمهرجي السيرك أو يدق الطبول لنتاجهم الإعلامي المستورد والذي تمتلئ به الصحف والمحطات. ولكي تستطيع إرتداء بدلة ثقافتهم الخاوية يجب أن تكون مؤهلاً من عدة جوانب : كأن لا تمانع في مصافحة إمرأة أجنبية ، أو أن تنال من عرض المصلحين والمحتسبين ، أو تنافح دون رموز ثقافة الباليه التي ينتمي إليها السواد الأغلب من الإعلاميين في السعودية والخليج . لايهم مطلقاً ما تملكه من مخزون ثقافي وأدبي بقدر ما اذا كنت ممن يركب أمواجهم العكرة وتلبس مايلبسون كي تتأقلم مع الوسط الذي تتوسطه حلبة الرقص العائمة فوق كل ماينافي الدين والأعراف المجتمعية النبيلة . وفي هذه الحالة بالغة السوء ستقف عاجزاً عن تغيير واقع الساحة الثقافية المحتضرة ، ولن تستطيع رأب الصدع وردم هوة الخلاف بين من يحمل هم أمته الإسلامية وبين من لبس ثوب ثقافة الغرب الغير محتشم أو بالأحرى لبس بدلة الرقص حينها فقط ستدرك أن المواجهة حتميه ولا مناص منها وستجد نفسك واقفاً في صف مكبل بقيود نقش عليها رجعية، تشدد ،ظلامية وما إلى ذلك من نعوت المستشرقين القدامى . فإما أن تقاتل مكبل اليدين ، وإما أن تقف عاجزاً وحينها ستزيد من عدد جمهور حلبة الرقص رقماً في خانة تأتي بعد عشرات الملايين من العرب الذين سبقوك إلى العجز وآثروا مشاهدة حفلة الرقص .