غدا العيد أو بعد غد، ولأن لنا عيدين نظهر فيهما الفرحة كما نصت على ذلك الأحاديث فإن هناك أناسا جفوا حتى لم يعد في صدورهم مكان لأية فرحة يمكن أن تهل علينا. وغدا هؤلاء يحسبون كل فعل فسادا وانحلالا، وما يحدث من مراسلات بين بعض ضيقي الصدور بنية إيقاف معظم أنشطة احتفالات العيد في مدينة الرياض وعلى رأسها المسرحيات النسائية بحجة اشتمال الأنشطة على مخالفات شرعية. وسبق في العام الماضي أن نهضت نفس الأصوات مطالبة أمين مدينة الرياض بإيقاف كل أنشطة العيد بنفس الحجة المرفوعة في كل زمان وفي نفس المكان. فهم يرون أن ما سوف يتم تنظيمه من قبل أمانة الرياض ما هو إلا احتفالات يصاحبها منكرات ومخالفات شرعية، وهم بهذه الدعوة يسبقون الحدث ويتنبأون بما سوف يحدث، وليس يقينا ظاهرا للعين، وإنما تضييقهم على الناس في حياتهم وأفراحهم يجعلهم يسبقون الحدث بالتأكيد أن الاحتفالات سوف تكون مخالفة للشرع (كيف عرفوا هذا؟. لا أعلم). ومن حججهم على أن الاحتفالات ستكون فاسدة ومفسدة وجود أوبريت غنائي، فإذا رفضوا الأوبريت الغنائي فإن أي نشاط ثقافي أو فني مر بالبلد وجد به أوبريتات غنائية ولم تكن بها مفسدة إلا إذا كان التغني بحب الوطن وترابه يعده هؤلاء مفسدة فهذا أمر آخر. وحجتهم الثانية عزم أمانة الرياض على إقامة سيرك واستقطاب فرق من الخارج لإقامة تلك العروض (المحرمة) فهم يرون في عروض السيرك أنها عروض محرمة، فأين الحرام في استعراضات السيرك، أم أن الحرام كون فرقة السيرك قادمة من خارج البلد، بمعنى لو تدرب أبناؤنا على السيرك وأقاموا عروضا بشباب وطنيين ألن يكون السيرك محرما. وحجتهم الثالثة إقامة المسرحيات النسائية (التي اعتبروها دخيلة على المجتمع)، فهل إقامة مسرحية ممثلوها نساء وحضورها نساء يعد من الانحلال والفساد في البلد.؟ وحجتهم الرابعة والخامسة هي من المضحكات المبكيات حين يقولون إن الاحتفالات يوجد بها الفرق الشعبية ورقصة السامري وفرقة الدبكة السورية وغيرها، والتي تصاحبها الموسيقى والطبل المحرم؛ والأخطر من ذلك حضور النساء ورقص بعضهن بشكل واضح أمام الرجال. فهل غدت رقصة السامري أو أية رقصة (رجولية) تعد من الفواحش، أم أن هؤلاء نسوا أن لكل منطقة رقصات متعددة للحرب والزواج والختان لم تكن محرمة في أي زمن من الأزمان، وهل إجازة الكذب جائز لمنع ما لا ترغب في إقامته، والكذب هنا قولهم رقص النساء أمام الرجال، فهذا هو الكذب البواح. في هذه المطالبات تفريغ العيد من محتواه تماما، وليت هؤلاء قرؤوا عن العيد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان الأحباش يأتون بطبالهم ورقصاتهم ويعرضون أمام الرسول الكريم ألعابهم وحركاتهم بينما كانت السيدة عائشة رضى الله عنها تضع ذكنها على كتف الرسول العظيم لتشاهد ما يحدثه الأحباش من أثر فرائحي على أهل المدينة في أيام أعيادهم. أما مطالبتهم بأن تجاز فقرات احتفالية أمانة الرياض من هيئة الإفتاء والارشاد فهذا أيضا به تعنت كبير حين نطالب أن تكون الفرحة بحاجة لبصمة وختم كي تفرح. أتمنى أن لا تستجيب أمانة الرياض لاختطاف الفرحة وأن تمضى في رسم البسمة على شفاه الناس ومن لا يريد أن يفرح فليشتر كرتون مناديل ويجلس في بيته (يعيط) كما يشاء.!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة