فتح باب العمرة على مصراعيه يدعونا للمطالبة بإعادة النظر في هذا القرار، ولا بأس من تقنين المسألة للمعتمرين من الداخل والخارج فقد وصلت العشوائية مداها واستفحل الأمر حتى غدت «العمرة» هماً كبيراً لمن أراد تأديتها لو مرة واحدة في حياته. السعوديون والمقيمون على حد سواء يجمعون قضهم وقضيضهم ويتجهون لمكةالمكرمة على طريقة «حج وبيع مسابح» والمعتمرون يمارسون سياحة العمرة بفوضوية وعشوائية لافتة، من بداية رمضان يحضرون ويحومون حول حمى البيت العتيق بعوائلهم ويدخلون في الطواف والسعي في أي وقت وبدون مقدمات رغم أنهم أدوا مناسك العمرة منذ وصولهم، لكن الرغبة في التنزه والسياحة في ساحة الحرم والمسعى تستهوي البعض لدرجة أن يذهب بثياب النوم للحرم في أي وقت وتصل فوضوية المشهد ذروته من بعض المعتمرين القادمين من داخل الحدود والخارج إلى درجة ارتداء ثياب النوم وأخذ كاميرا للتصوير والتنقل بين الطائفين والساعين والركع السجود بملابس لا تناسب الزمان والمكان وتصوير لا داعي له. فتح باب العمرة على مصراعيه كما ذكرنا رفع نسبة الزحام إلى درجة لا تطاق، وهواة السياحة الدينية من الداخل زادوا من سوء الوضع بجلب العوائل وتركهم يهيمون داخل وخارج الحرم، ومن هنا يجب البدء في حل يحمي المعتمرين الصادقين والعابدين والمعتكفين من فوضوية هؤلاء الذين لا يفرقون بين العبادات والعادات ولا يهمهم الأجواء الروحانية وكل تفكيرهم عند العودة أمام أهلهم وجيرانهم أنهم كانوا في مكةالمكرمة.