أعتقد لاشي جديد , فتاريخ إيران تاريخ ملي بالمراوغة وملي بالتمرد على الإنسانية وقوانين الرحمة والجوار فلا يعترفون إلا بالمصالح ولإعتبار لديهم لأية قوانيين أخرى ,فالأحداث الأخيرة التي جرت في مصر من كتابات تافهة لاتستحق أن نفكر فيها أو أن نعطيها أفق رحب ماهي إلا إملات من إيران لأيدي داخلية تريد أن تلتف على الثورة وتصطاد في الماء العكر . إيران دولة ذكية والتاريخ يشهد بذلك فهي تضرب أعدائها بأعدائها , ولديها نفس طويل وباع أطول في السياسة , فما أن تزف الساعة حتى تضرب ضربتها وتتنحى , إن الإيرانيون الان في فرصة قل نظيرها لهم وقد لاتتحقق لهم مرة أخرى , فالكراسي العربية فارغة أو مشغولة بما لديها من أحداث وعظائم سرت بالعقل واللب العربي. إيران دولة متمردة والدولة المتمردة لاتهاب من شيء ولذلك سيبلغها تمردها أمران إما النصر أو الطحن والسقوط في الهاوية , ولذلك إيران لايخيفها شيء ولاتفكر في التكاليف التي قد تدفعها مقابل سيطرتها على الإقليم وبسط نفوذها التام , ومامؤتمر الخليج الفارسي المقرر عقده لاحقا إلا إستفزازا للخليج ولكي يتسرب لأنفسهم أنهم هزموا أمام الإرادة والأطماع الإيرانية التي لاتردع بتخوم محددة.. إيران إستغلت التوتر الذي يشوب العلاقات السعودية والمصرية بعد حادثة تكدس المسافرين في المطار فأرادت أن ترممها من نوع أخر فعاثت فسادا ولكن كيدها لم يبرح مواقع الإنترنت المغرضة , أو القنوات المسترزقة والمتسولة على مؤائد الدول والمقتاتة على القليل. فنفخت في نار الأزمة وسكبت الزيت على النار , ولكن العقلاء تداركوا الأمر قبل أن يستفحل الوضع فيصعب السيطرة عليه , ولا يمثل المجتمعات إلا العقلاء والعقلاء فقط . إن مايريبط مصر والسعودية ليس مظلة جامعة الدول العربية أو علاقات إقتصادية أو سياسية أو مصالح مشتركة فحسب, الأمر أبعد مما يتصور الناس والمجتمع الدولي هناك نسب متبادل بين المواطنين ,هناك روابط أخوية ودينية ولغوية وعرقية , هناك أن البلدين جسد واحد لايتجزأ بأي حال من الأحوال فكل سعودي له صديق مصري ,نحن من أمام المصريين ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم وهم كذلك بالنسبة لنا , ولو أن سلكوا طريقا والمصريين سلكوا طريقا لسلكنا طريق المصريين لمعرفتنا الراسخة والمستتبة بعقولهم الرزينة والمتوقدة , ولو كشفت على أغلب السعوديين لوجدت أن جسده مقسم بين هموم أمته ولمصر نصيب الأسد في ذلك . إن على كل عاقل من المصريين والسعوديين نبذ العنصرية ودحرها بل وأدها في مهدها ومحاصرتها في عقر دارها كي لاتنتشر إنتشار النار في الهشيم لأن الأفكار السيئة أسرع من وميض البرق والحسنة أبطأ من السلحفاة وهناك أناس لايروق لهم بال ولايهدأ لهم جأش حتى يضرموا النار بين الإخوة ويروهم أشلاء على طارفة التطاحن , اللهم رحم المصريين وأبناء المصريين وأبناء أبناء المصريين قلب السعودية النابض .