ما أكثر ما نُعانيه في شوارعنا و طرقاتنا من تلك المطبات التي تنتشر في كل شارعٍ من شوارع مُدننا وقرانا حتى أنني لو جزمت بأنه لا يكاد يخلو منها شارعٌ واحدٌ لما خالفت الحقيقة ولما جانبت الصواب . وعلى الرغم من يقيني بأن تكرار الشكوى من هذه المطبات لن يُجدي ولن يُثمر فقد تناول هذا الموضوع وتطرق إليه الكثير من الكُتاب والمتحدثين في مختلف وسائل الإعلام وحرصوا على شرح وبيان ما يُعانيه الناس من تلك المطبات العشوائية وما يترتب عليها من الويلات والمُشكلات ؛ إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح فلا مُستمع ولا مُجيب ، ولا أمل إلاّ في الله تعالى ثم في ذلك المسؤول المخلص الذي يخاف الله ويتقيه ويحرص على الإفادة من الرؤى والعمل بالمناسب من وجهات النظر . وفي هذه العُجالة لن أتحدث عن سلبيات ومخاطر انتشار تلك المطبات العشوائية كمًا وحجمًا ، والمتفاوتة طولاً وعرضًا ؛ فهذا معلومٌ ومُشاهدٌ ويشتكي منه كل من يسير في شوارعنا ويتجول في طرقاتنا ، كما أنني لست في حاجةٍ إلى تعداد ما يترتب على وجود تلك المطبات من مخاطر تُهدد سلامة المركبة وسلامة الركاب وتُزعج المارة وتُفسد الذوق العام وتقضي على متعة الذهاب والإياب ؛ إلاّ أنني سأطرح اقتراحًا على الجهات المعنية سواءً في البلديات أو إدارات الطرق أو إدارات المرور أو غيرها مما نعلم أو لا نعلم أنه على صلةٍ بهذا الموضوع ، ويتمثل هذا الاقتراح في أنني أتمنى أن تتبنى هذه الجهات القيام بأمرين اثنين هما : = سرعة المبادرة إلى التحكُّم الواعي والإيجابي المدروس ( هندسيًا ) في حجم و عدد هذه المطبات التي ابتُلينا بها في ذهابنا وإيابنا على مدار الساعة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . = التفضل بدهن تلك المطبات بألوانٍ فاتحةٍ ( فوسفورية ) أو نحوها بشكلٍ مستمر وبصورةٍ دوريةٍ حتى يتمكن قائد المركبة ، ولاسيما من كبار السن وضعاف النظر من رؤية تلك المطبات عن بُعد ولاسيما في الشوارع المظلمة ليلاً فيمكن لهم التحكم في سرعة مركباتهم قبل أن يحدث ما لا يُحمد عقباه . وحتى أكون إيجابيًا في طرحي فإنني أقترح على الجهات المعنية بإيجاد تلك المطبات وفرضها علينا وتشويه شوارعنا بها الاقتراحين التاليين : أولاً / أن تسمح لفاعلي الخير والمحسنين وما أكثرهم في بلادنا ( ولله الحمد ) ، أن يتبرعوا بدهن تلك المطبات كجزءٍ من أعمال الخير التي يقومون بها ويحرصون عليها ، فلعل ذلك يُخفف ولو جزئيًا من مخاطر تلك المطبات التي تتعثر فيها مركباتنا صباح مساء . ثانيًا / أن يكون تركيز أسبوع المرور القادم على تلك المطبات الصناعية وما شروط وجودها ومواصفاتها ومقاييسها وكيفية التعامل المروري الصحيح معها وليكن شعار هذا الأسبوع مقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : " لو عثرت بغلةٌ في العراق ، لسألني الله عنها .. لِمَ لمْ تُصلح لها الطريق يا عمر ؟ " . والله الهادي إلى سواء السبيل .