من نعم الله علينا أن هيأ لنا هذه القيادة الحكيمة التي تسهر من أجل راحتنا وأمننا وتطبيق كل ما هو حديث من وسائل التقنيات المتطورة، وذلك لمزيد من الدعم والسلامة والحفاظ على أرواح وممتلكات الجميع – مواطنين ومقيمين - وكان آخرها نظام ساهر، وهو نظام آلي لإدارة حركة المرور باستخدام نظم إليكترونية تغطي المدن الرئيسة في المملكة، كما يدرك الجميع بأن نظام ساهر يعتبر من التقنيات الحديثة ويشتمل على الكثير من المجالات ومن أبرزها نظام تشغيل وإدارة الحركة المرورية آلياً، ونظام تتبع مركبات جهاز المرور، وكذا نظام التعرف على لوحات المركبات، ونظام اللوحات الإرشادية الإلكترونية على الطرق، وتجهيز كاميرات مراقبة الحركة المرورية، ونظام الضبط الإلكتروني للمخالفات... كما أنه سيتم ربط هذه النظم بمراكز القيادة والسيطرة الموجودة في ثماني مدن موزعة في مختلف مناطق المملكة. إنني على يقين بنجاح هذا المشروع، الذي كلف الدولة ملايين الريالات، لكني مع ذلك أتساءل، كما يتساءل غيري، هل نكتفي فقط بتغطية مدننا بنظام ساهر، أم ماذا وكيف يحقق هذا النظام الأهداف الذي نفذ من أجلها في ظل الفوضى المرورية العارمة التي تشهدها مدننا للأسف؟ ومن وجهة نظري المتواضعة، التي تهدف لتدعيم وإنجاح نظام ساهر، ينبغي إعادة النظر في نظام المرور الحالي، الذي لم يطرأ عليه أي جديد منذ مدة طويلة، إذ إن المطلوب هو تفعيله بحسب المستجدات التي طرأت في بلادنا، وذلك لمواكبة هذا الكم الهائل من المركبات التي تجول شوارعنا وطرقاتنا، والنسب المرتفعة في حوادث المرور التي تضاعفت بشكل خطر، فمن ينظر إلى الحركة المرورية في وقتنا الراهن مقارنة بعشر سنوات مضت يدرك بأن هناك فارقاً شاسعاً وزيادة هائلة في أعداد المركبات، فكيف إذن يتوقف نظام العقوبات المرورية عند هذه الحدود؟ لقد آن الأوان لإعادة النظر وبالسرعة الممكنة في نظام العقوبات المرورية حتى يسهم في إنجاح وتفعيل دور نظام ساهر. تعالوا معنا على الطبيعة لنرى هذا الكم الكبير من صغار السن الذين يقودون السيارات في شوارعنا وما يسببونه من حوادث مميتة بحق الأبرياء، وهذا الكم الضخم من سيارات «الخردة» التي لم تعد صالحة للاستعمال، وهي تجوب شوارعنا وتعطي صورة مشوهة لمدننا، لاسيما أن هذا يحدث في مدننا العامرة وليس في دولة فقيرة، هذه المركبات المشوهة التي يخجل الآخرون من رؤيتها، لاسيما أن أصحابها هم فئة من الوافدين الذين حولوها إلى سيارات أجرة ولا يبالون بشأن منظرها. هنالك من يطالب بأن يكون نتاج العقوبات الخاصة بنظام ساهر بتضاعف تلك العقوبات وملاءمتها للنظام الجديد، وأن يكون الحل تغييراً جذرياً لنظام المرور، وإجراء إصلاحات شاملة في العقوبات، إذ ما الفائدة المرجوة من تطبيق نظام ساهر من دون تصحيح لوضع نظام المرور؟ ونحن في جدة مقبلون على تطبيق نظام ساهر قريباً، آمل أن يواكب ذلك حملة مكثفة ومسبقة من إدارة المرور في جدة للقضاء على المخالفات كافة، وحجز تلك المركبات المتصدعة التي تسير في قلب مدننا، كما هي الحال في بعض الدول المتطورة، التي تحظر سير أنواع من المركبات التي انتهى عمرها الافتراضي، وكل هذا سيصب في مصلحة تطبيق وإنجاح نظام ساهر بمشيئة الله تعالى وسيسهم في إنجاحه. [email protected]