دائما ما يكثر في عالمنا العملي وخاصة وتحديدا في مقر العمل أيا ما قد تعدد أو تنوع أو تشكل .. في الدوائر الحكومية , أو الشركات , أو المؤسسات , أو البنوك , أو .. الخ , وذلك من مضايقات عملية قد تحدث أو تصدر من قبل بعض المشرفين علينا , أو الرؤساء , أو حتى المدراء , أو أيضا .. الخ , وهم يعدون في قائمة المتسلطين والمستبدين والذين يحبون التسلط وحب السلطة وحتى حبهم لتملك أو لامتلاك الشي أو حتى لمن هو مرؤوسا عليه أو عنده من الموظفين أو العاملين أو .. الخ . فهذا مثالا لموظف ينافق ويكذب ويفتري عند رئيسه أو مشرفه أو أيا كان من كان أو أعلى منه سلطة وكان مسؤلا عليه , وحتى يكسب من هذا المسؤل الحب والرضى ويكتب عنه وفي تقريره بأنه موظف عملي ومثالي ومخلص ومتفاني في عمله , علما بأنه عديم المسؤولية والإخلاص والأمانة أصلا , ويكون بذلك وحقيقة عكس كل ما ذكر أو كتب عنه تماما ومسبقا من قبل رئيسه . أما الموظف الآخر والذي قد أسميه أو ألقبه بأنه من ( شريحة الغلابة ) , والذي لا يعرف بكيف ينافق أصلا أو حتى يكذب ويفتري , ولكنه يعمل بكل صدق وإخلاص وأمانه إلا أنه ومع الأسف في نظر وتصور رئيسه أو أي مسئول عنه بأنه مجرد موظف ناقص ومقصر في تأدية عمله أو إتقانه بالشكل المطلوب , ومع هذا بل وحتما لا يستطيع هذا المسئول عن هذا الموظف المثالي لأن يكتب عنه أي تقرير قد يعكس حقيقته أو قد يسيء له وذلك لأنه يعمل بكل أمانة وصدق وإخلاص زائد , وحتى وإن كتب عنه عكس ذلك فتجد بأن هذا المسئول لا يهدأ له بال أو راحة في حياته ومعيشته وذلك بسبب ظلمه أو بطشه أو حتى سوء تعامله أو مضايقته لهذا الموظف ولن يكون في خير أو بركة وحتى يغير من طبعه وتعامله ليكون قبل كل شي مسئولا عادلا يعطي كل ذي حق حقه ولا يظلم أحدا , والسبب الآخر أيضا وهو لما يدركه أيضا هذا المسئول بأن هذا الموظف المثالي صاحب حق وبأن أساسه متين وقوي فلن يهتز أو يخاف في شي أو فيما قد يصله من بطش وظلم أو مضايقة , وذلك لأنه واثق فعلا من نفسه وأمانته وإخلاصه , وأيضا من عمله الذي يتقنه . وهو بذلك تماما عكس الموظف المهمل والذي لا يتقن عمله , فتجده كثيرا ما يقع نتيجة لأخطائه المفضوحة , إذ أنه لايستطيع أي أحد وحتى ولو كان رئيسه أو أي أحد مسؤلا عليه بأن يهمش عمله السيئ أيا ومهما كان , حتى وإن كان التهميش مقابل تقديمه وحبه لأن يكون سباقا في ظهور الفتن والكذب أو النفاق وعلى أن تكون خدمة لهذا المسئول عنه أو ذاك , إلا أن كل ذلك سوف يؤدي حتما إلى الهزيمة وأن يكون ( بصاحب السمعة السيئة ) وذلك لأن أساسه هش ضعيف مهدد بل وقابل للسقوط والانهيار في أي لحظة . وختاما : فالدنيا دوارة , صغيرة وفانية , فيوم لك أيها المسئول أيا ومهما كنت أو كابرت أو علوت أو تعاليت , و يوم عليك , وكذلك أنت أيها الموظف صاحب السمعة السيئة , فحتما وبلا شك سيذهب مسئولا أو يزال ويأتي بعده مسئولا آخر , ولن ينفعك بما قد جنيته معهم أو كسبته , بقدر ما قد تخسره أضعافا مضاعفة بعدهم سوى عملك وما قد تجنيه , فإن كان خيرا فسوف يعم ويبقى ويدوم لك , وإن كان شرا فحتما سوف يتضاعف أضعافا إلى زوالك , وما الدنيا إلا عضة وعبر , ودروس تتصدر ومنها نتعلم , وأعلم أخيرا بأن الله يمهل ولا يهمل . سامي أبودش كاتب سعودي . [email protected] www.facebook.com/samiabudash