إذا دخلت على أحدهم تبحث عن معاملتك التي أكلتها الأرضة في الرفوف أو مرمية تئن في الإرشيف تجده يطلع على الصحيفة اليومية بل ويخاصم العامل المختص ويقول له لما أتيتني بعكاظ وأنا أريد الوطن وهو لايكاد يعرفها في منزله وتقول له بصوت حنون لعله يرق قلبه لك مافعلت معاملتي وهل مرت عليك مستغشيتا بأوراقها فيلتفت إليك ونظارته على رأس أنفه (يالله صباح خير وش عندك من الصبح ) والساعة أوشكت على الحادية عشر وقد تجاوزنا الضحى إلى الظهيرة ويقول بديهيا ليست عندي ثم تبتسم في وجهه وتذهب إلى الأخر فتجده يصرخ على عامل المطبخ يريد قهوتا بدل الكافي فيوجهك إلى الأخر فتجده يفطر مع المجموعة ويقول إنتظر حتى يؤذن الظهر ثم يعيدك لأول شخص صاحب الصحيفة فتصر عليه وتركع على ركبتيك لأنك إن ذهبت للمدير حابى زميله عليك فيعطف عليك لا لخوفه ولكن لأنه يريد أن يتسلى بك فيبحث في الدرج لديه فيجدها فيقول مازال عليها حتى تنتهى وربما أنهاها في لحظة بشخطت قلم ولكنه مشروع تسمين للمعاملات في خدمتنا المدنية ثم تذهب الأيام وتذهب معاملتك بسبب البيروقراطية المعقدة والمملة وتجد الوجوه نفس الوجوه والعقليات القديمة منذ عشرين سنة حتى المسؤولين هم ذاتهم ولذلك العقول القديمة والتي لاتجيد شيئا ترفض النقد البنا وترفض إدخال الحكومة الإلكترونية وترفض كل إصلاح لذلك الوزراء القدماء يتعاملون مع تطوير المجتمع والسعودية عموما بعقلية الماضي لا الحاضر التي ترى كل مفيد وتسعى لتطبيقه في أوانه ولذلك تخلف المملكة إداريا رغم المباني الضخمة والراقية فهي جوفاء من القيادات الإدارية التي تسعى حثيثا للتقدم وأظن أن التطوير والإبتكار ذهب مع غازي القصيبي . تذكرت هناك طريقة واحدة لإنجاز معاملتك مبكرا الواسطة والشفاعة والمحسوبية قد تنجز معاملتك وأنت في منزلك, الدولة عملت جاهدة على تطوير الإنسان والمكان فالمكان سهل تطريره ولكن الإنسان مازال يعيش في حلقات الماضي والأزمة الثانية في الإدارة في السعودية هي في التنمية فتجد المدينة الواحدة تختلف التنمية فيها والتطوير من حي لأخر فتارة تجد الحي لايمت للمدينة بصلة وكأنه مجلوب من لندن وواشنطن مالسبب في ذلك هم المواطنون الذين لايطالبون أو, وتجد بعض الشوارع تعاني من الإسراف في الأرصفة فتجدها ثلاثة وثجد الإنارة ثلاثة والدولة تتحمل الأعباء الضخمة والتي أنهكت قواها وتجد شوارع تستحق إنارة أو إنارتين وتجدها تغص بالأعمدة ليس هناك عدالة في التوزيع. والأزمة الأخرى في التنظيم والتوجيه والتنسيق والتخطيط والرقابة والعلاقات فالتنظيم تذهب لإدارة ثم تذهب لأخرى ثم تعود لها مرة أخرى لما لاتنجز المعاملات مرة واحدة ويستريح المواطن والتنسيق فحدث ولاحرج فكل إدارة أو وزارة تعمل على حدة منفردة فوزارة التخطيط لاتسأل وزارة التعليم العالي كم عدد الخريجيين لهذا العام ليوفر لهم عدد الوظائف المطلوبة ولاتسأل الصحة عن عدد المواليد والوفيات من أجل بناء المستشفيات والرعاية الصحية والإسكان والدوائر وهذا السبب هو الذي سبب الإرتباك في المدن وإنفجارها بالهجرة من الأرياف والتوجيه ليس هناك توجيه من المسؤلين لموظفيهم بسرعة إنجاز المشاريع أو المعاملات والرقابة فمرة ومرة والعلاقات الكارثة والنذير بالدمار فاتمنى أن موظفينا البيروقراطيين يتدربون في إحدى الشركات ويعرفون مدة تفوقهم في مجال العلاقات ومدى عقوبة المخالف...