قبل فترة ليست بالطويلة أعلن اكتشاف مئات من شهادات مزورة، أصحابها يعملون في التمريض والطب في مستشفيات خاصة، حقيقة إن الخبر يبعث القلق في نفوسنا، وقد أعادني لسنوات للوراء حين اكتشف طبيب أسنان مزور وكان في الأصل عاملا، لست أدري عامل ميكانيكي أم عامل بناء، لأن الخبر مرت عليه سنوات طوال، فقلت أصبح أحدنا يخشى أن يذهب إلى مستشفى خاص، بعيدا عن أعين هيئة التخصصات الطبية في وزارة الصحة، ويرميه حظه النحس في يد طبيب ليس له علاقة بالطب إلا ذلك المعطف الأبيض، ثم يصف دواء قد يأتي بألف علة بدلا من علة واحدة ، ثم يفاجأ بعد فترة بأن الطبيب الذي عالجه وعالج كثيرين كان طبيبا مزيفا وأن مهنته الأصلية (جزار!!) ولِمَ لا؟ لاتستغربوا، فالتزوير طال أغلب المهن التي يزاولها غير السعوديين في بلدنا الذي تحول إلى ورشة تدريب كبيرة يتعلم فيها الوافدون كل المهن، فأصبح الوافد لا يخشى على مستقبله ولا لقمة عيشه، فالمدرس في المدارس الأهلية إذا ما انتهى عقده، قد يكلفه كفيله بالعمل بائعا في بقالة، أو سائقا (للباص) بالمدرسة!!، وموظف الاستقبال في فندق، أو مستشفى، إذا ما اختلف مع كفيله، فقد يتجه للعمل دهانا أو سباكا، أو مدرسا خصوصيا والدعاية سهلة ومجانية، وهكذا نجد أنفسنا مع مهن مزورة ولا نكتشف أصحابها إلا بعد خراب البصرة كما يقال. محمد بن إبراهيم فايع [email protected]