منذ زمن طويل والسعودية دولة موحدة غدت ذات معالم بعدما كانت معلمها تندرج تحت الجاهلية والتخلف والرجعية والإفتخار بالذات والقبيلة فأصبحت ذات معالم حضارية ولكن الناس طغت على ثقافتهم العنصرية او إصطبغت بالقبيلة ولم يستطيع أحدا التحرر من شباك الجماعة الصغيرة وقوانينها رغم المغريات المتوفرة تكفل الدولة بحماية الإنسان وتعليمه وغيرها . تمر الثقافة منذ تأسيس السعودية بأطر ضيقة ودهاليز مظلمة فتقعد مع أحدهم ولديك أفكار مستنيرة يظل ينظر إليك بإزدراء وإحتقار ودونية, وإذا تحزبت لأمر وأخذت معك كتاب في مراجعتك في مشفى أو دائرة حكومية تماطل بالبيروقراطية لتقرأ فيه وتشغل وقتك بما ينفعك وينفع غيرك يظل المراجعون ينظرون إليك ويرفبونك بعيونهم وكأنك تحمل على رأسك خوذة تميزك أو لديك علامة فارقة في وجهك تغيرك عن صورة البشر وبني البشر فمازال الناس على جاهليتهم الحمقاء والتي ترجعهم القهقرى مئات السنيين ولا كأنهم في دولة ينظر إليها بعين التقدم والتطور وبخطوات إلى العالم الأول . أذكر ذات مرة أنني أقرأ كتاب عن الحالة السياسية التي مر بها الشعب العراقي في غضون الحكم الصدامي أو الصدامي إن جازت الكلمة وراقت لأهل البلاغة وما أن رأه أحدهم حتى صاح وولول ودعا بالثبور وماينقصه إلا أن يستغيث فهالني الأمر فقال ماهذه الخزعبلات والترهات التي تقرأ فيها وخسارتنا فيك وعارنا منك ولم يكتفي بذلك بل إستدعى جار لنا ليشاوره في أمري وكأنني مجرم حرب صدر بحقه مذكرة توقيف من محكمة الجنايات الدولية فنصحني وقال لاشأن لك بالقرأءة فتبسمت وقلت خيرا كأننا في عصر الظلمات الأروبي ولا كأننا من المسلمين الذي نزل بهم أية " إقرأ". ومرة أخرى كتبت مقالا عن "إيران وتصدير الثورة" لأني كنت أرى نفسي جندي في المعركة وأدافع عن وطني وعرضي وشرفي ومالي وأسرتي لمعرفتي بالفرس ودهاؤهم الخارق وأنهم يعملون وفق خطط موضوعة تتحقق ووفق خطة زمنية محددة فأتصل بي أحدهم وقال مافعلت بالإنترنت ومالذي نزلته فأول مافكرت به الشرف حيث أننا جزء من العرب يهمنا الفخر والشرف بالمقام الأول وعندما أصبت في سويداء قلبي قال ماهذا المقال الذي كتبته فأغلقت الهاتف في وجهه وهذا أبسط حقوقي أن أغضب وذلك أن كلماته البتراء والشوهاء لاتستند إلى عقل ولا دليل. وأزمة أخرى هي سجال أقلية العلمانيين ضد هوية هذا الوطن ومحاولتهم سلخ المجتمع منها وأن يشابه الغرب في المضمون وهم بذلك أصحاب نظر لايبتعد بعيدا فقد نظروا إلى الإنسان وخصره فما تحت وحاولوا جلبها بأذنيها ولم ينظروا إلى التطور التقني والصناعي وغيرها وبدل هذا السجال العنيف الذي أشغل الناس عليهم أن يفكروا تطوير المجتمع و محاولة تثقيف الناس ووضع المملكة نبراسا في ثقافة الناس ورفعة عقولهم . وأزمة أخرى هي أن كل مثقف يهيم في وادي من الأفكار والأراء ولايؤيد إلا نفسه ولايجتمع مع غيره على فكرة أو رأي هذا إن لم يغير عليهم ويغيرون عليه ويترشقون بالكلمات وكل منهم يمطر على الأخر وابل من الشتم والسب والمشكل فيه الأزمة غياب قيادة موحدة للمثقفين تصدر لهم عن رأي واحد وكلمة واحدة وأقرب دليل لتششت الكلمة والثقافة ملتقى المثقفين الثاني الذين لم يقدم شيء سوء الشاي والكعك وتبادل الإبتسامات والصور نريد حلولا تطبق لاكلمات تذهب مع الريح لتسقط في صحراء نجد أو بحر الخليج أو البحر الأحمر. قصة أزمة الثقافة في السعودية طويلة جدا يطول بها الأمد مدة توحيد الدولة ,على الدولة أن تعمل على تثقبف الناس وتعليمهم وتوعيتهم بالمخاطر التي تحيط بتخوم الدولة و بالهوية وتحيط بالتحديث والتطوير وتحيط يثقافة أمة لها في المجد والشرف والسؤودد و عليها أن تعمل على ثقافة نشر الكتاب وثقافة تغيير الفكرة وثقافة تغيير الإنسان والمكان التي لم تبرح مكانها منذ عقود لأن ذلك يجعل الناس يعاجلون كل مشكلة تداهمهم أو دويهية تلم بهم بواقعية وتروي وتأني تعبر بهم إلى بر الأمان .