لم يكن لدى غالبية الناس في الزمن السابق من خيارات للتسلية لهم في رمضان قبل قدوم التلفزيون في منتصف التسعينيات الهجرية ؛سوى (الراديو) ،هذا عند من يمتلك جهاز الراديو، فكان بعضهم ممن يستهويه الراديو وهم النخبة المثقفة، يقضي نهاره وجزءا من ليله متسمرا حول الراديو لسماع البرامج التي تبثها إذاعات عربية ،أو إذاعة الرياضوجدة ،وبعضهم يقطع وقته في قراءة الكتب وتعد فرصة لهم لقراءة مايقع تحت أيديهم،وبعضهم يعمل في الزراعة كجدي لأمي إذ يقضي جل وقته في السقي والعناية بالمزرعة،و وبعضهم في متجره كحال جدي لأبي –رحمه الله، ومن المشاهد التي لا تغيب عني مشهد التاجر أو البائع في متجره ،وهو ممسك بالقرآن يتلوه ،ولا يفكه من يده حتى يأتيه من يريد الشراء ليقطع عليه روحانيته تلك ،وهناك ممن يستهويه ارتياد الأسواق، لقضاء لوازم بيته من الخضار المشتهرة في رمضان والفواكه وغالبيتها من إنتاج المنطقة ،وفئة من الناس كانوا يمضون نهارهم في ممارسة هواية المشي وقضاء الوقت في جولة حول المدينة ،أو النزول إلى المزارع وضفاف الأودية عندما كانت بطحاؤها كاللجين،ولا تفارقها السيول \"غيالة على الدوام \"أما منظر البيوت قبيل أذان المغرب فهو مشهد يغلب عليه الاجتماع حول سفرة الإفطار ،وترقب الأذان بين مسبح لله وذاكر له،وممسك بالقرآن الكريم يتلوه ،أما بعد الإفطار فقبل التلفزيون كان يشد الناس برامج الإذاعة فأكثرهم يتابع الأحاديث الإذاعية خاصة الدينية ،أو المسلسلات الترفيهية ،وأبرزها تمثيلية \" أم حديجان في رمضان \" وكان يقدم شخصيات التمثيلية الفنان عبدالعزيز الهزاع ، ويحرص على الاستماع لكبار العلماء عبر برنامج \"نور على الدرب \" الذي يجيب على الفتاوي أصحاب الفضيلة العلماء كابن باز رحمه الله ،ومن لم يكن لديه راديو كان يقضي ليله في \" السمر \" و \" الزيارات \" مع اٌلأقارب والأصحاب،وكان مايميز تواصل البيوت بين الأهل والجيران تبادل الأطعمة فيما بينهم ،لم يكن الهدف تبادل الطعام في حد ذاته،وإنما كان الإحساس بالألفة والمحبة والترابط ، وكأن أهل الحي أو المتجاورين فيه ،أو الأقارب في تكافلهم الاجتماعي ذاك ، يعيشون في بيت واحد بل تحت سقف غرفة واحدة -ومع الأسف – اختفت بعض من تلك المظاهر الجميلة،تقبل الله صيامكم . [email protected]