(1) منذ طفولتي وأنا أسمع هذا المثل (يعرف من أين تُؤكل الكتف).. من أين تؤكل؟.. لا أعلم! ولماذا الكتف تحديدًا؟.. أيضًا: لا أعلم! وهل هي كتف شاة، أم كتف ناقة، أم كتف مناقصة؟.. الله أعلم!! (2) (يعرف من أين تؤكل الكتف)، قالها أحد العرب “الفاضين” قبل ألف سنة، ورددتها الملايين من بعده، وصارت عبارة تصف الشخص الداهية الذكي وكأنه (يعرف تقنية النانو)، أو أن له علاقة بالعلاج بالخلايا الجذعية.. وكل ما في الأمر أنه (يعرف من أين تؤكل الكتف)!! (3) (يعرف من أين تؤكل الكتف) كانت في السابق صفة للواعي والداهية.. الآن هي تكاد أن تكون صفة للمتسلّق/ الانتهازي/ اللّص! انظروا حولكم، وحاولوا أن تعرفوا الذين (يعرفون من أين تؤكل الكتف).. وقبلها عليكم أن تعرفوا (الكتف) الذي تم أكله؟! الكتف: كرسي لا يستحقه الجالس عليه، مناقصة قيمتها مليار، لمشروع قيمته ربع مليار، شخص يتقدم المشهد، وهو بلا أي موهبة.. سوى أنه يعرف من أين تؤكل الكتف! هذه بعض النماذج، وستشاهدون في مشهدنا المحلي ألف آكل لألف (كتف).. ويختلف الطعم من كتف إلى كتف آخر.. وعيبنا الوحيد بينهم أننا لا نعرف من أين تؤكل هذه الكتف اللعينة! فلا نجد السرير لمريضنا.. ولا نجد الكرسي الجامعي -أو البعثة- لأولادنا.. ولا نجد الوظيفة لعاطلنا. علينا أن نراجع أساليب التربية التي نعلّمها لأولادنا.. ونعلمهم مستقبلاً (من أين تؤكل الكتف)، وبلا نانو.. بلا خلايا جذعية.. بلا بطيخ.. الأهم (الكتف)! (4) ربما، بسبب هذا المثل، تعتبر “الفيفا” بعض أشكال اللعب العنيف في كرة القدم، ليست خطأ، وتسميها (كتف قانوني)! واللاعب الماهر هو الذي (يعرف من أين يضرب بالكتف). في الفيفا، وعندنا، لا يوجد قانون يعاقب (الكتف)! (5) في بعض مشاريع الطرق يُشترط على المقاول وضع (أكتاف للطريق) ينتهي المشروع بدون هذه الأكتاف -التي توفر له بضعة ملايين- لأن المقاول وببساطة (يعرف من أين تؤكل الكتف)! (6) مع مرور السنوات.. تطورت العبارة.. والأكل: (يعرف من أين تؤكل كتف الشاة) قالها أحد العرب قبل ألف سنة. (يعرف من أين تؤكل أذن الجمل) قالها مسؤول سعودي قبل سنوات قليلة!! تُرى.. ما الذي لم يؤكل حتى الآن؟!! ملاحظة مهمة: أمانة الله عليكم أعزائي القرّاء اللي (يعرف من أين تُؤكل الكتف) يخبرنا ويكسب فينا ثوابًا. [email protected]