مع تباشير ميزانية عام جديد يتفاءل العديد الناس في تحسين كثير من الأوضاع التي يحتاج إليها المواطنين ، والتي ما فتئ ولي أمر هذه البلاد حفظه الله بتوجيه من ولاّهم على حقوق المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في إيصال الحقوق المعلّقة بأعناقهم إلي مستحقيها من كافة أبناء هذا البلد المبارك. فالأمير مسؤول في إمارته ، والأمين مسؤول في بلديته ، والمستشار مسؤول في إشارته ، والقاضي مسؤول في محكمته ، والمدير مسؤول في إدارته ، والضابط مسؤول في وحدته ، وكل من وليَ من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولاية خاصة أو عامة فهو مسؤول عنها وواقف بين يدي الله تعالى ليحاسبه على مثاقيل الذر ، وهذا لا يعني أن نتجاهل النظام العُمري المسمى ب(من أين لك هذا ؟ ).. وعموما ينبغي من جميع من خُصص له من هذه الميزانية جزءًا ليُقيم به مشروعًا ، أو يُصلح به طريقًا ، أو يُنشأ به مدرسةً أو جامعةً أو مستشفًا أو غير ذلك مما أوكل إليه من مهام ، أنْ يعلم علم اليقين أنّ هذا المال مال مقتطعٌ من بيت مال المسلمين ، وبالتالي فالأمر فيه أخطر بكثير من المال الخاص والذمة فيه متعلقة بجميع من لهم حق في هذا المال ، لذا وجب الاهتمام بتنفيذ هذه الأعمال و المهام بكل أمانة ودقة ومتابعتها متابعة دقيقة ، والتأكد من تنفيذها على المواصفات المثالية التي لا تستنزف بيت المال بكثرة الصيانات والترميمات ، وحتى نَحُدَّ بقدر الإمكان من مشاريع النظام المسمى ب\"أمسك لي وأقطع لك\" والتي كان من نتائجها ما رأيناها واضحًا جليًا في محافظةِ جُدة بعد قضية السيول المعروفة. هذا النظام المعروف ب(أمسك لي واقطع لك) هو عبارة عن نظام مالي اقتصادي يُعنى بالأساليب الاحترافية لنهب المال العام بطرقٍ شتى و عبر أساليب متعددة ، تَتْخذ من ثغرات النظام طريقا لها. فمنها على سبيل المثال لا الحصر ما يكون عن طريق نهب المال العالم مباشرة عن طريق فواتير قطع الغيار إياهم أو عن طريق ترسية بعض المشاريع الحكومية على غير مستحقيها مع وعد بالحلاوة أو عن طريق صرف و استخدام المركبات والآلات الحكومية ووسائل الاتصالات استخدامات شخصية ، حتى لربما نرى بعضهم قد استغنى عن شراء سيارات خاصة به وبأبنائه بسبب أنه قد نهب من السيارات الرسمية المخصصة للعمل حتى وصل إلى حد الكفاف ، وربما بنى بعضهم منزلا خاصا به على حساب بيت المال محمّلا على أحد المشاريع ، وربما ( لطش ) بعضهم قطعة أرض سيمر عليها مشروع حكومي لتُشترى منه من بيت المال ، وغيرها من الطُرُقْ ويا حليلك يا بيت المال . أخيرا أذكر نفسي وإياكم بقول الله تعالى (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وأُصيب عبدٌ له بسهم فقتل فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال الصادق المصدوق «كلا والذي نفس محمد بيده إن الشّملة كساء صغير يؤتزر به لتلتهب عليه نارا أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم) متفق عليه الفقير إلى الله : محمد ابن الشيبة الشهري [email protected]