طبيعي جدًا: أن يتصل عليك أحد المعارف من الذين يظنون أنهم “يمونون” عليك (حتى وإن كان توقيت الاتصال متأخرًا) ليسألك عن مسألة ثقافية هامة، وذلك لفرط ثقته بك وبمعرفتك. غير الطبيعي أن يكون السؤال من نوعية: من الذي غنى “القوس قوسك والسهام سهامك” قبل الآخر.. عبدالمجيد عبدالله أم عيضة المنهالي.. ومن هو صاحب الأغنية الأساسي؟! ولأن السؤال يُعنى بشأن ثقافي عظيم.. فعليك أن تبتكر له إجابة بهذا الشكل: (أخبرني عبدالله بالخير أنها في الأصل تعود لشعبان عبدالرحيم والاثنين سطوا عليها) وذلك في محاولة أخيرة منك للقضاء على آخر جينات الوعي في رأسه.. الفارغ أصلًا! (2) طبيعي جدًا أن يأتي أي مسؤول علاقات عامة في أي وزارة ليبرر لك خطأ وزارته ويحوله -بقدرة قادر- إلى صواب. غير الطبيعي: أنه لا يزال هنالك مواطن يُصدق تصريحات مسؤولي العلاقات العامة! (3) طبيعي جدًا: أن تتحدث صحافتنا عن الثمرة الفاسدة. طبيعي “نوعا ما”: أن تتحدث عن الشجرة الفاسدة. غير الطبيعي: أن تتحدث عن البذرة الفاسدة. (4) طبيعي جدًا: ألّا يحب القارئ ما تكتبه.. أو يختلف معه.. أو يرفضه ويرفضك. غير الطبيعي: هي محاولاته الدؤوبة لتحويلك إلى فقرة في برنامج “ما يطلبه القراء”! (5) طبيعي جدًا: أن يجتمع الناس حول “الضجيج”. غير الطبيعي: أن يُصنع “الضجيج الوهمي” باحترافية عالية -وعلى أيدي خبراء- ويصدقه الناس.. ويجتمعون حوله! (6) طبيعي جدًا: أن كل مرحلة تنتج “نجومها” المزيفة. غير الطبيعي: أن تنتهي هذه المرحلة ولا تنطفئ هذه النجوم! (7) طبيعي جدًا: أن أكتب مثل هذا المقال. غير الطبيعي: أن يُمنع من النشر.. فأنا لم أتحدث عن البذرة الفاسدة بشكل يدعو للقلق! ولم أسمي أسماء “النجوم” المزيفة. ولم أؤشر إلى مصدر “الضجيج الوهمي” أو جهته.. ولم أحدد أشكاله المتعددة!.