قرأت أن اللاعب الانجليزي «هيرست» اعترف مؤخرا بأن هدفه الذي سجله في مونديال كأس العالم عام 1966م في مرمى ألمانيا كان غير صحيح إذ إن الكرة لم تدخل المرمى بكاملها إلا أن حكم الخط عزز رأي حكم الساحة بصحة الهدف جاء الاعتراف بعد 44 سنة!! بعيد انتهاء قراءتي لهذه القصة قلت: يا اااه إنها صحوة الضمير؟ وإن كانت متأخرة إلا أن ضميره صحا رغم فرحة ملايين الإنجليز وتسلم فريقهم لكأس العالم من يد الملكة ، ترى كم قصة لدينا فيها من الظلم؟ من ظلم الأزواج لبعضهم بعضا من ظلم الآباء لأبنائهم وظلم الأبناء لآبائهم ، من ظلم الكفيل لعماله وأكله جهدهم وعرقهم والاكتفاء برمي الفتات لهم، هذا إن أعطاهم حقوقهم وفي السُّنّة «اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، وكذلك ظلم الرئيس لمرؤوسيه وتعطيل الترقيات من ظلم المعلم لطلابه وتقاعسه عن أداء مهامه من ظلم الموظف لمراجعي دائرته وظلم الجار لجيرانه وظلم الأبناء لوطنهم بتنكرهم لأفضاله وانسياقهم خلف الفكر المنحرف حقيقة صور وأشكال متعددة ومتنوعة من الظلم لا يمكن لي حصرها إلا أن الضمائر في صور هذا الظلم التي أعرضها مازلت أراها نائمة مستريحة مغترة بطول العمر والصحة ترى هل فكر من أوقع ظلمه على الآخرين أن يصحو قبل فوات الوقت وأن يطلب السماح ممن ظلمهم ؟ كظلم من أكل حقوق الناس في الديون ثم يماطل بهضم حقوقهم أو نكرانها، ومن ظلم الناس بقيامه بالتحالف مع الشيطان بعمل أعمال من أعمال السحر بدافع الانتقام أو الحسد والحقد ليخرب بيوتا ويفرق أسرا ويعطل قدرات بعد أن باع دينه فهل فكر الظالم قبيل ساعة الموت أن يتوب ويكفر عن إثمه ويصحو ضميره كما صحا ضمير «هيرست» فالظلم عاقبته وخيمة وعلى الظالم ستدور الدوائر يوما ما !.