بدءاً من الموسم الحالي ستقل شكاوى مسؤولي الملاعب السعودية من سوء أرضيات الملاعب بسبب العشب الطبيعي، سواء كانت هذه الشكاوى بسبب الصيانة الدورية التي تحتاجها هذه الملاعب أو كميات المياة الكبيرة التي تستنزفها. وسترتدي هذه الملاعب حلة جديدة من العشب الصناعي بدءاً من الموسم الحالي على يد واحدة من شركتين إيطالية أو صينية تعنى بإنشاء الأرضيات الصناعية للملاعب. وتتنافس هاتان الشركتان لتحرير الملاعب السعودية من العشب الطبيعي بعد عقود من استخدامه وإحلال العشب الصناعي كبديل له وفقاً للوائح وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي بدأ يقر استخدامه في معظم مناسباته الرياضية والتي كان آخرها عدد من ملاعب مونديال جنوب أفريقيا 2010 الذي اختتم في 11 يوليو الماضي. وتشير المصادر إلى أن رعاية الشباب سوف تبدأ هذا المشروع الكبير على عدة مراحل، على أن يشمل الملاعب الرئيسية في كافة المدن، إضافة إلى الملعب الرئيسي لكل ناد على أن تتكفل الأندية بباقي ملاعبها الخاصة بالتمارين. وسيوفر العشب الصناعي في حال استخدامه في الملاعب السعودية، ملايين الريالات التي كانت تصرف سنويا على صيانة أرضيات الملاعب المزروعة بالعشب الطبيعي، إضافة إلى توفير المياه، إذ يستهلك العشب الطبيعي قرابة المليون ونصف المليون لتر من الماء في السنة الواحدة، بينما لا يحتاج الصناعي إلى المياه باستمرار، حيث يحتاجها في فترات وحالات معينة كترطيب الأرضية أو إزالة الأتربة العالقة. وتكلف تغطية الملعب الواحد بالعشب الصناعي مع الأساسات، قرابة 500 ألف دولار، لكن العمر الافتراضي لهذا العشب يصل إلى عشر سنوات، أي أن التكلفة أقل بكثير من تلك التي يحتاجها ملعب مزروع، كما أن عدد الساعات الافتراضية للعب والركض على العشب الطبيعي تصل إلى حوالي 350 ساعة تقريباً في الموسم الواحد، بينما يتحمل الصناعي حوالي ثلاثة أضاعاف هذا الرقم، إذ تصل إلى أكثر من ألف ساعة في الموسم الواحد. ويتميز العشب الصناعي بأنه يحافظ على الثروة المائية نظراً لعدم احتياجه للماء إضافة إلى مرونة وسهولة وسرعة تركيبه وعدم احتياجه للعناية والقص، وهو ما يساعد على الحفاظ على البيئة لعدم الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية، كما في العشب الطبيعي، إضافة إلى أنه لا يتأثر بالتقلبات الجوية، لذلك يمكن الاستفادة منه على مدار العام في الملاعب الرياضية، وهذا يؤدي إلى انخفاض تكلفة صيانته بشكل كبير وملحوظ مقارنة بالعشب الطبيعي. أما ما يخص سلامة اللاعبين، فإنه يكون في البدايات خصماً على بعضهم من حيث إحداث بعض الإصابات كون أرضيته تكون صلبة نوعا ما مقارنة بالعشب الطبيعي، لكنه إصاباته تعد أقل، فهو يقي اللاعبين من الإصابات التي تحدث لهم بسبب الانزلاقات الناتجة عن نشوء الحفر في العشب الطبيعي وهو ما سيكون معدوماً في أساس طبيعة تركيبة العشب الصناعي. ويشترط الاتحاد الدولي لإقامة عشب صناعي في الملاعب، عدة شروط، أولها أن يكون العشب مقاوماً للحرارة وأن يتحمل ضغط المباريات بما لا يقل عن 8 ساعات يومياً وأن يحتوي العشب الصناعي على وسادة الصدمات مع وجودة نظام المطاط حيث إن لهما دوراً هاما في ضمان أقصى درجات السلامة للاعبين ومدة بقاء أطول لنظام العشب الرياضي الصناعي. ومن شروط اتحاد اللعبة أيضا، أن يكون ارتفاع العشب ما بين 50 إلى 60 مل، وأن يكون عدد الغرز في المتر المربع ما بين 8000 إلى 12000 غرزة . يذكر أن هناك عدة ملاعب تمت زراعتها بالعشب الصناعي في العالم باستثناء عدد من ملاعب المونديال الأخيرة، يأتي من أهمها ملاعب أندية برشلونة وتشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي ونيوكاسل وأكاديميات اللاعب الإنجليزي ديفيد بيكهام، أما الملاعب العربية فيأتي في مقدمتها إستاد الشيخ عيسى في المنامة وأكاديمية اسباير في قطر وبعض الملاعب القطرية، حيث أثبت نجاحها في منطقة الخليج. يذكر أن الأرضية ذات النجيل الصناعي ظهرت في هيوستن الأمريكية عام 1966 وانتشرت سريعاً في الملاعب الرياضية المختلفة وتطورت لتلائم متطلبات ألعاب كثيرة غير كرة القدم مثل الركبي والبيسبول. وأصبحت فيما بعد، الحل المناسب في كثير من بلدان العالم، إلا أن اعتمادها رسمياً من قبل (فيفا) تم عام 2001 بعد خضوع العشب الصناعي لتقييم وفحص بشكل دوري حتى وصل إلى درجة عالية من التقنية والجودة لحماية اللاعبين وضمان عدم الإضرار بصحتهم.