اكتشفت مديرية آثار محافظة حماة السورية لوحة فسيفساء عملاقة في مدينة (طيبة الإمام) التابعة للمحافظة. واللوحة تعتبر من أكبر لوحات الفسيفساء المشغولة في المنطقة، إذ تصل مساحتها إلى 625 متراً مربعاً، ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي. ونظراً للأهمية الكبيرة التي تحتلها اللوحة فنياً وتاريخياً، فقد قامت المديرية العامة للآثار والمتاحف، بالتعاون مع الحكومة الإيطالية، بإنشاء مبنى فوق اللوحة، وفي محيطها، وجعلها متحفاً. واللوحة كانت تشكل أرضية لكنيسة في العهد البيزنطي، وقد استكملت عام 442 ميلادية، وسميت هذه الكنيسة باسم "القديسين الشهداء". أمينة متحف (طيبة الإمام) فاديا عبدالرحمن قالت إن لوحة فسيفساء طيبة الإمام كانت تمثل في الماضي أرضية لكنيسة تحوي رسوماً وأشكالاً غاية في الجمال، ويمكن رؤية جنة السلام والخلد مرموزاً لها بمدينتي القدس، وبيت لحم، كما جاء في "سفر الرؤية"، وفي وسطها يظهر الحمل المنير الذي يضيء، وطائر الفينيق ذو الدلالة الدينية في تلك الفترة التاريخية، وكتابات تشير إلى أنهر الجنة الأربعة (جيحون وسيحون ودجلة والفرات)، وكذلك ستة نصوص مدونة باللغة اليونانية. وهنالك مشاهد الأيائل، التي كانت ترمز للمؤمنين الصادقين، وهي تشرب من ماء الحياة، وهنالك شكل لشجرة الحياة، وشجرة الرمان، التي كانت تدل على الذرية الصالحة؛ هذا إلى جانب مشهد نقل ذخائر القديسين الشهداء، وذلك في الرواق الشمالي من اللوحة. وأوضحت عبدالرحمن أن اللوحة تتميز باحتوائها صور 28 بناءً كنسياً تزين الأرضية على شكل بازيليكيات، وعلى شكل صليب، وأهمها شكلان لمبنيي كنيستي مار سمعان العمودي، وقلب لوزة، اللتين لم يدون عليهما اسماهما لكونها معروفتين وتتمتعان بشهرة كبيرة.