أسفرت أعمال التنقيب في قرية "تل باجر" الواقعة جنوب مدينة حلب عن كنيسة يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي. وأكد مدير آثار ومتاحف حلب نديم فقش، أن الكنيسة تتألف من ثلاثة أروقة، أيمن وأيسر، إضافة إلى الصحن الذي يحوي البيما (المنبر) من الغرب، والحنية (قدس الأقداس) من الشرق. ويفصل ما بين الأروقة سبعة أعمدة في كل جانب، كما أن أرضية الكنيسة مبلطة بالفسيفساء بشكل كامل. ووصف رئيس شعبة التنقيب، الدكتور يوسف كنجو، الفسيفساء في أرضية الكنيسة بأنها عبارة عن أشكال هندسية متداخلة مع بعضها، استخدمت فيها حجارة ذات ألوان متعددة، وهي مؤلفة من ثلاثة أقسام رئيسية تتناوب فيه مشاهد هندسية ونباتية بشكل فني متناظر. وأضاف أن أرض الرواق الجنوبي احتوت على نصين كتابيين باللغة اليونانية القديمة، بما يبشر بإلقاء الضوء على الآثار الكلاسيكية غير المعروفة من قبل في حوض نهر "قويق"، وهذا يدل على الانتشار الديني المسيحي في منطقة جنوب حلب، ما يتيح استكمال الخارطة الأثرية في الفترة البيزنطية، التي تشير إلى وجود الكنائس وأماكن العبادة في تلك الفترة. يذكر أن المسوحات والأبحاث في "تل باجر" دلت على أن المنطقة مسكونة منذ الألف السابع حتى الآن، ودون انقطاع، ومرت عليها مختلف الحضارات، بدليل وجود العشرات من التلال الأثرية في المنطقة.