افتتحت مديرية الآثار السورية العامة أخيراً متحفا جديدا في بلدة طيبة الإمام بمحافظة حماة، وسط سورية، يعتبر الأحدث بين المتاحف السورية التي يصل عددها لحوالي 50 متحفاً. المتحف الجديد الذي تعاونت في إقامته وساهمت بتمويله ايطاليا خاص بفن الفسيفساء، ومن أهم معروضاته لوحة ضخمة تم اكتشافها قبل عدة سنوات في نفس موقع المتحف فأجريت عليها أعمال ترميم واسعة. وهي تعتبر عملاً أثرياً فنياً متكاملاً وتمثل الحياة الاجتماعية في سورية قبل 1500 عام. وحسب تصريح الدكتور أحمد سرية مدير المتاحف السورية ل«الشرق الأوسط» فقد اكتشفت هذه اللوحة بين عامي1985 و1987، ونظراً لجمالها وأسلوبها الزخرفي والهندسي الاستثنائي فإنها تعتبر واحدة من أجمل أعمال الفسيفساء القديمة المكتشفة في سورية. اللوحة كانت تزين أرضية كاتدرائية قديمة ايوانية الشكل لها ثلاثة أروقة يتقدمها هيكل مرتفع هدم خلال شق الطريق في القرية ونرى السدة الأسقفية في منتصف الرواق الأوسط. انتهى العمل بهذه اللوحة عام 442م في عهد دومنتوس أسقف حماة وسميت على اسم القديسين الشهداء. وتحمل اللوحة عدة مشاهد منها رسم يصور وصول ذخائر القديسين محملة على بغلين إلى جانب مشاهد الرعي والصيد والطيور العديدة التي تنسجم مع المواضيع الزراعية. ويعد أكثر المشاهد إثارة للاهتمام هو ذاك الذي يزين الجهة الشرقية من اللوحة حيث نرى جنة السلام والخلد مرموزاً لها بمدينتي القدس وبيت لحم.