أظهرت دراسة أوروبية جديدة ان ارتفاع نسبة فيتامين "ب" في الدم يساهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الرئة حتى عند المدخنين. كما ان الدراسة، التي أجريت على 400 ألف شخص، أظهرت ان ارتفاع معدلات فيتامين "ب 6" والحمض الأميني "ميثيونين" يقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة بحوالي النصف. يشار إلى ان الفيتامين "ب 6" والحمض الأميني "ميثيونين" يتوفر بشكل طبيعي في المكسرات والأسماك واللحوم، أو يمكن تناوله على شكل مكملات غذائية. لكن مجلة الجمعية الطبية الأميركية نقلت عن خبراء قولهم ان الامتناع عن التدخين يظل أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، ورأوا انه مازال من المبكر القول ان تناول الفيتامينات يمكن أن يوفر وقاية إضافية. وذكر صندوق أبحاث السرطان العالمي المشارك في الدراسة ان العلماء بحاجة لمزيد من الدراسات قبل أن يتاكدوا ان زيادة مستويات فيتامين "ب" في الغذاء يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الرئة. وقالت الدكتورة باناغيوتا ميترو من الصندوق العالمي "هذه النتائج مثيرة ومهمة لفهم سرطان الرئة وقد يكون لها تأثير على الوقاية منه". لكنها أضافت "رغم أهمية هذه الدراسة، يتعين علينا أن نوصل الرسالة للمدخنين باأن تناول فيتامين "ب" ليس، ولن يكون ،بداً، بديلا عن الامتناع عن التدخين". وشملت الدراسة 400 ألف شخص من 10 دول أوروبية على مدى 8 سنوات، منهم مدخنون وآخرون أقلعوا عن التدخين وبعضهم لم يدخن أبداً. وتبين انه بغض النظر عما إذا كان المشاركون من المدخنين أم لا، فإن من كانت نسبة فيتامين "ب "6 و"ميثيونين" عالية في دمهم كانوا أكثر وقاية من الإصابة بسرطان الرئة. وقال رئيس فريق البحث الدكتور بول برينان من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "إذا أكدت أبحاث أخرى نتائج الدراسة ستكون الخطوة التالية هي تحديد مستوى فيتامين ب الذي يشكل وقاية من خطر الإصابة بالسرطان". من جهتها قالت الدكتورة جوانا أوينز من مؤسسة أبحاث السرطان في بريطانيا "مع ان هذه الدراسة تشير إلى وجود علاقة بين مستويات فيتامين ب في الدم وبين تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة فإن ذلك لا يعني ان الفيتامين يشكل وقاية مباشرة". واضافت "قد تكون مستويات فيتامين ب عالية لدى من يلتزمون نظاماً غذائياً سليماً، وهذا كفيل بتقليل خطر الإصابة بالسرطان". وخلصت إلى ان "الطريقة الأهم للوقاية من سرطان الرئة هي الامتناع عن التدخين، ولا يمكن لأي كمية من الفيتامينات أن تعادل المخاطر التي يشكلها التدخين".