ما بين رمي شركة الصيانة باللائمة على أمانة محافظة جدة، ونفي الأخيرة تبريرات الأولى، أزكمت رائحة النفايات أنوف سكان حي المروة الذين أصبحوا في حال يرثى لها، جراء تواصل رمي النفايات على مرمى حجر من منازلهم لأكثر من شهرين، بسبب أعمال الصيانة التي تنفذها إحدى الشركات خلال الفترة الماضية وجعلها من الحي مردماً لنفاياتها. وتبريراً لتكدس النفايات في مردم داخل الحي طيلة هذه المدة، أوضح مهندس المشروع القائم أن الشركة تنتظر تجهيز أمانة جدة مردم النفايات، في الوقت الذي نفت فيه أمانة جدة ذلك وأكدت أن الشركة لم تخاطبها بدليل أنها شغلت منذ عام ونصف عام مردم نفايات شرق الخط السريع. في غضون ذلك، شكا عدد من المواطنين حالهم مؤكدين ل «الحياة» أن الوضع العام للحي أصبح ملوثاً بيئياً ويجب على المسؤولين التحرك سريعاً ورفع الضرر عن الحي بأقصى ما يمكن. وأبان عبدالرحمن السهلي (احد السكان) ل«الحياة» أن مردم النفايات في الحي يشكل خطراً عليهم، إذ تنبعث منه يومياً وبشكل مستمر الروائح الكريهة، وقال «لم تراع الشركة الاحتياطات الصحية للسكان ولم تتجاوب مع مطالب المواطنين بنقل المردم، بل سعت إلى تحميل المسؤولية كاملة لإدارة المطار». مشيراً إلى أن أمانة جدة وفرت مردماً لكل النفايات الموجودة في المدينة بعيدة عن منازل المواطنين وكان يجب على هذه الشركة اتباع هذا الإجراء النظامي للمصلحة العامة. وأضاف السهلي: «تم تسجيل بلاغ «لأمانة جدة» عن إشكالية المردم في الرقم الموحد للعمليات المخصصة للشكاوى (940)، لكننا لم نلق أي اهتمام أو متابعة للموضوع. وفي ذات السياق، تمنى إبراهيم أمين (أحد السكان في الحي أيضاً) من الجهات المسؤولة الوقف بحزم لإنهاء معاناة السكان. مشيراً إلى أن أطفاله الثلاثة ظلوا على مدى الأشهر الماضية يعانون من حالات ضيق شديد في التنفس بسبب الروائح الكريهة المنبثقة بشكل يومي، وأنهم «محبوسون» طوال اليوم داخل المنزل ولا نستطيع الخروج حتى لا نتعرض للأذى من مردم النفايات الموجود في الحي. وأضاف أمين أن الشركة لم تتجاوب نهائياً مع النداءات المتكررة للمواطنين ولم تراع الاشتراطات الصحية التي ينبغي أن تكون متوافرة عند البدء في أي عملية حفريات. بينما ألمح منصور الغامدي إلى أن القاذورات زحفت على الطرق واقتربت من مساكنهم، وباتوا يجدون صعوبة في الحركة داخل حيهم، لافتاًً إلى أن تكدسها بكثافة حوّلها إلى بؤر للأوبئة والحشرات، ما يهدد بانتشار الأمراض، وقال: «الروائح الكريهة أصبحت تتسلل إلى منازلنا، ما دعانا إلى إغلاق نوافذنا على الدوام وعدم الخروج من المنزل»، متمنياً أن تتدخل الجهات المختصة سريعاً وتزيل المخلفات عن الحي. وفي الصدد ذاته، حذر استشاري طب المجتمع الدكتور ماجد الغامدي من مخاطر النفايات والقاذورات، مشيراً إلى أنها تساعد على انتشار الكثير من الأمراض الخطرة، ك (التسممات الغذائية والأمراض الجلدية وأيضاً أمراض الحساسية). ونصح الأهالي بإبعاد أطفالهم عن هذه النفايات وعدم العبث بها والاقتراب منها. من جانبه، أكد المسؤول عن مشروع الصيانة في حي المروة بشركة المضاني المحدودة المهندس نبيه النجار ل «الحياة» امتلاك شركته عقداً رسمياً من هيئة الطيران المدني يجيز للشركة إجراء أعمال الصيانة في أحد المواقع «الحفر» التي تتراكم فيها النفايات ينص على إخراج النفايات ورميها بمردم أمانة جدة، وكون مردم الأمانة في طور التجهيز تأخرت عمليات نقل النفايات، ما أدى إلى انزعاج الأهالي من الروائح الكريهة. مشيراً إلى أن هذه النفايات موجودة داخل المواقع من عشرات السنين وأن الهدف الرئيس من هذه الأعمال هو خدمة المواطن ومنع الضرر عن الجميع وليس الإيذاء. وأضاف نبيه أنهم خاطبوا أمانة جدة لتوفير «مردم نفايات» مناسب لنقل آثار النفايات الموجودة في الموقع إليه. لافتاً إلى أن الوضع الحالي لن يستمر وستتم معالجة الموضوع في أقرب وقت ممكن. في المقابل، نفى مدير إدارة العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم أمانة جدة أحمد الغامدي أن تكون الشركة قد خاطبت الأمانة في إيجاد مردم نفايات. وأكد ل «الحياة» أن الأمانة تملك مردم نفايات في شرق الخط السريع الذي تم تشغيله منذ عام ونصف عام ويستوعب رمي النفايات فيه لمدة 25عاماً بحسب المدة التقديرية. بدوره، أكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري ل «الحياة» أنه تلقى اتصالاً من أحد أعضاء غرفة التجارة والصناعة في جدة ينقل معاناة سكان «حي المروة» من انتشار النفايات بالقرب من منازلهم وتم الاتصال بالشركة لمعرفة المشكلة ولكن لم تتم متابعة الموضوع بسبب كثرة ارتباطاتي العملية. ومن ثم لم يتم الاتصال به مجدداً لمعرفة مستجدات الموضوع.