كشف الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك بان اقامة الاحتفالات بمناسبة افتتاح المساجد من القاء الكلمات او المحاضرات والخطب ، بدعة او طريقا ًالى البدعة لان السلف الصالح لم يفعلوا ذلك وان ما جرت به عادة كثير ممن يقيم هذه المناسبة من إلقاء كلمات يُثنى فيها على صاحب المسجد، ويعظم فيها عمله لا يؤمن أن يكون لها تأثير في نيته، وهو في الغالب يكون حاضراً، ولأن يدعى له في مغيبه خير من أن يمدح بمحضره وأمام جمهور من الناس . وذكر الشيخ بان بناء المساجد من أفضل القربات، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة )، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أحب البلاد إلى الله مساجدها)، وكذلك تعليم العلم لا سيما في المساجد من أعظم الطاعات، وقد كان المسلمون منذ فجر الإسلام يبنون المساجد لإقامة أعظم شعيرة من شعائر الإسلام وهي الصلوات الخمس، وينادى لها من هذه المساجد، وأفضل مسجد بني في الإسلام مسجد النبي حين هاجر إلى المدينة فكان بناء المسجد أول أعماله صلى الله عليه وسلم ، وكان المسلمون يتلقون كثيرا من علم النبوة من ذلك المسجد، ومضى المسلمون على ذلك يبنون المساجد ويعظمونها بما شرع الله، وما علمنا أنهم يخصون المسجد الجديد بصلاة ولا تعليمٍ أيامَ افتتاحه وإنما حدث ذلك فيما أعلم في العصور المتأخرة عندما صار كثير من الذين يبنون المساجد يتباهون بها، ومنهم من يبنيها وليس هو من عمارها، فلا آمن أن يكون ما يفعل بمناسبة افتتاح المسجد من كلمات أو محاضرات أن يكون بدعة أو طريقا إلى البدعة، ولن نكون بمثل هذا خيرا من السلف الصالح الذين لم يفعلوا مثل ذلك، ولو كان فضيلة لكانوا أولى بها، وما يستحسنه الناس يجب أن يعرض على هدي الرسول وهدي صحابته، وما حدثت البدع إلا بالرأي والاستحسان بلا برهان، يضاف إلى ذلك:أن ما جرت به عادة كثير ممن يقيم هذه المناسبة من إلقاء كلمات يُثنى فيها على صاحب المسجد، ويعظم فيها عمله لا يؤمن أن يكون لها تأثير في نيته، وهو في الغالب يكون حاضرا، ولأن يدعى له في مغيبه خير من أن يمدح بمحضره وأمام جمهور من الناس، نسأل الله أن يجزي المهتمين ببناء المساجد، وبعمارتها بالعلم جزاء حسنا وثوابا جزيلا .