شهدت اسعار الطوب الاحمر في بعض اسواق المملكة ارتفاعات جديدة في الاسعار بلغت 25 في المائة، ليصل سعر الالف حبة إلى 3 آلاف ريال بعد ان كان يباع ب2400ريال. واكد مواطنون أن الاسعار وصلت إلى مستويات لا يمكن معها الاستمرار في استكمال ما بدأناه قبل تلك الزيادات الجنونية. ويرى مقاولون في كل من مكةوالطائف، إن الزيادات المتلاحقة لاسعار الطوب الاحمر، وضعتهم في حرج مع المواطنين الذين وقعوا معهم عقودا قبل الزيادة، وهو ما يعرضهم لخسائر فادحة حال استكمال ما بدأوه إذا استمرت الاسعار على ارتفاعها، مشيرين إلى ان بعض العقود موقعة عندما كان سعر الطوب الاحمر لا يتجاوز ال2200 ريال. وفي مكة شهد سوق الطوب الاحمر ارتفاعا ملموسا وصل إلى 200 ريال حيث فوجئ عدد من المواطنين اثناء توجههم لمحلات توزيع الطوب الاحمر لشراء كميات لاستكمال عمائرهم السكنية من ارتفاع في الأسعار حيث وصل سعر الالف حبه من مقاس 20 في40 لثلاثة الاف ريال بعد ان كان سعره 2800 ريال فقط لاغير. ويقول سعيد السلمي انه تفاجأ بارتفاع الاسعار لاكثر من 200 ريال للالف حبة من الطوب الاحمر الوطني حيث انه كان بصدد شراء عشرة الاف حبة وكان السعر المتفق عليه 2800 ريال فقط لاغير ولكنه تاخر في الشراء الا ان المفاجأه ان السعر ارتفع بشكل غريب وخسر مبالغ كان بالامكان ان يستفيد منها في شراء كميات اضافية من الطوب “بحسب روايته”. ويقول المواطن ابراهيم القثامي ان هذه الزيادة غير مبررة فالمواد التي تستخدم في انتاج الطوب هي مادة محلية ووطنية وكذلك الافران وكل مقومات انتاج الطوب، اذا لماذا الزيادة فلا يوجد ارتباط مفاجئ خارجيا لهذه الزيادة؟ من جانبه اعرب المواطن إبراهيم حساني عن صدمته بما يحدث في الاسواق ومواد البناء، مشيرا إلى ان المواطن لم يفق من صدمة ارتفاع اسعار الحديد حتى لحقت به المواد الاخرى المكملة للبناء سواء من الطوب الاحمر وحتى الاسمنت. ويتساءل هاني مكي اين دور وزارة التجارة في هذا الارتفاع فعلى اقل تقدير لابد ان تكون هناك تبريرات مقنعة حتى نعلم السر وراء تلك الزيادات، فليس من المعقول ان تزيد الاسعار دون معرفة السبب وراء تذبذب سوق المقاولات. ويقول وليد سعيد: إن الأسعار ارتفعت جدا وأصبح مالك العمارة عاجزًا عن مواكبة الارتفاعات سواء في الحديد او الاسمنت، الذي وصل سعر “الكيس” إلى 15 ريالا ثم عاد الى 13 ريالا واليوم تتجدد المعاناة ووجود أزمة جديدة بارتفاع أسعار الطوب الأحمر الذي وصل الى 3000 ريال، وربما يرتفع اكثر من ذلك خلال الايام المقبلة اذا ما تدخلت الجهات المعنية في الرقابة والحد من الارتفاع. وأوضح متعاملون في السوق أن مسلسل الارتفاع بدا بأن كان سعر الألف طوبة 2200 ريال، ثم ارتفع إلى 2400 ريال ثم 2800ريال قبل أن يسجل اليوم 3000 ريال، دون وجود أسباب واضحة تبرر هذا الارتفاع .. الذي يتطلب تدخل وزارة التجارة والصناعة لوقف المستغلين خصوصاً في ظل غياب الرقابة عليهم من قبل فروع الوزارة. ويقول اسلم خليل “بائع في محل للطوب الاحمر”: ان الزيادة لم تكن مفاجئة لنا ولكنها مفاجئة للمواطنين المقبلين على الشراء حيث وصل سعر الطوب الأحمر مقاس 20 /40 إلى سعر 3000 ريال وكذلك مقاس 10/20 وهو يستخدم “هردي” لأنها مقاسات تختلف باختلاف الطلب حيث منها ما يستخدم للبناء والبعض للأسطح وهو اكبر مقاسا. ويقول احد المقاولين “فضل عدم ذكر اسمه” ان هذه الزيادة كانت معروفة سلفا لدى بعض التجار حيث قام البعض منهم بالمماطلة وخفضوا من عمليات البيع بكميات كبيرة للاستفادة من فرق السعر بعد الزيادة وهو ما تحقق فعلا، في حين قام البعض من المؤسسات الصغيرة بتخزين كميات كبيرة تم شراؤها بأسعار منخفضة بعد ان علموا عن الزيادة ليقع في النهاية الامر على راس المواطن البسيط الذي لم يكن يعلم بهذه الزيادة وان هذه المعلومة لم تصله ووصلت لكبار التجار فقط الذين قاموا بتخزين كميات كبيرة. وفي الطائف لم يكن الوضع مختلفا كثيرا عما يحدث في اسواق مكة. ويؤكد مواطنون انهم اشتروا قبل يومين الطوب بسعر 2400 ريال للألف حبة، وبين ليلة وضحاها اكتشفوا ان الاسعار قفزت إلى 3 آلاف ريال. المواطن عابد محمد الثمالى اوضح انه قبل عدة ايام فقط كان يشتري الطوب الاحمر بسعر 2400 ريال حيث كان السعر بزيادة 400 ريال عن سعر سابق قبل شهر وهو 2000 ريال، الا انه فوجئ بان السعر الان اصبح 3000 ريال. واضاف: ما يحدث في السوق غير مبرر، فإنا - والحديث للثمالي - عجزت عن استكمال العمارة التي اقوم ببنائها، فمع زيادة اسعار كافة مواد البناء اجد نفسي مضطرا للتوقف عن اكمالها. اما المواطن يحيى العسيري فيقول: ان ارتفاع اسعار الطوب الاحمر الى 3000 ريال ما هو الا ضرب من الخيال وان هذه الزيادات اصبحت من المعوقات التى تحول دون بناء المواطن سكن لافراد اسرته. وتساءل العسيري، الى متى نعيش تحت وطأة هذه العشوائية وعدم استقرار الاسعار؟ واين دور رقابة وزارة التجارة والصناعة التي يفترض ان تكون في صف المواطن محدود الدخل الذي يحاول جاهدا تأمين مسكن لاسرته. ويؤكد المواطن محمد الزهراني خلال تواجده في احد مراكز بيع الطوب الاحمر ان السعر الان 3000 ريال وان الزيادة في حدود 600 ريال حدثت خلال ايام دون سابق انذار، مشيرا إلى ان هناك اسبابا وراء تلك الزيادات قد تكون من شركات كبرى تتحكم في السوق او موردين وتجار وموزعين والضحية هو المواطن العادي الذي يحاول بناء مسكن يأويه وعائلته. غازي الشهراني “مقاول” افاد انه وقع في حرج شديد مع ملاك العمائر التى يقوم ببنائها حيث انه ابرم عقودا معهم باسعار سابقة لاتتجاوز 2200 ريال للطوب الاحمر واليوم مضطر ان يشتريه بسعر 3000 وبالتالى اما ان يخسر ويدفع من حسابه الخاص لاكمال البناء لهم او ان ينتظر حتى تتراجع الاسعار مع علمه ان اصحاب العمائر الذين تعاملوا معه لا يريدون التوقف، ويطالبون بإنهاء ما بدأ به، وهو ما يتسبب له في خسائر مالية ضخمة.