تستعد الشاعرة السعودية حصة هلال «ريمية» التي يصفها مؤيدو الإرهاب بشاعرة «الفتاوى الشريرة» لمقاضاة من هددوا ودعوا إلى قتلها، بعد إلقائها قصيدة عن «الإرهاب، وفتاوى القتل والتكفير». قالت الشاعرة: إنها تعتزم «مقاضاة من أساءوا لها عبر شبكة الإنترنت، وكالوا الإهانات لشخصها وأسرتها، ونالوا من سمعتها» مشيرة إلى أن الإساءة التي تعرضت لها وصلت «حد القذف». وذكرت في اتصال هاتفي، من الرياض، التي عادت إليها عقب مشاركتها في المهرجان الشعري الإماراتي «شاعر المليون»، أنها صدمت من كم الإهانات التي وجهت لها على المواقع الإلكترونية، عقاباً لها على موقفها الرافض ل»الإرهاب». كما أشارت إلى أنها «رصدت 10 مواقع نشرت تهديدات بقتلها، أو دعت لعقابها، وتعمل على رصد المواقع الأخرى التي سمحت بقذفها، والتحريض ضدها»، لافتة إلى أنها «ستقاضي جميع تلك المواقع داخل السعودية وفي منطقة الخليج، وخارجها». وكانت ريمية القت قصيدة في «شاعر المليون»، قبل أسابيع قليلة تنتقد فيها «الفتاوى التي تبيح القتل»، وبعد إذاعة القصيدة على القنوات الفضائية، نشرت مواقع على الإنترنت تهديدات بقتلها باعتبارها «تطاولت على رجال الدين». وقالت الشاعرة «بعد انتهاء (شاعر المليون) وعودتي من أبوظبي للرياض، اكتشفت أني كنت وليمة وفريسة لرواد مواقع الإنترنت خلال الأسابيع الأخيرة، إذ تناوبوا على سبي، والإساءة لشخصي وعائلتي، وبلغ الأمر الخوض في الإعراض، لمجرد أني أعلنت موقفي الرافض للإرهاب». وأوضحت: «فوجئت أيضا بأن مواقع إلكترونية حولتني إلى وسيلة لجذب اكبر عدد من الزوار، وفتحت الباب على مصراعيه لسبي بكل الألفاظ». واعتبرت أن هؤلاء «حولوا الإنترنت إلى وسيلة لإرهابي، وتحقيري في مجتمعي»، وأضافت: «كثير ممن أساء لي يكتب مشاركته باسم مستعار، ليهرب من المساءلة القانونية، وقررت مقاضاة هؤلاء حتى ينالوا جزاءهم الرادع». وأوضحت أنها ستقاضي ملاك المواقع الإلكترونية التي سمحت بسبها، باعتبارهم مسئولين عن المشاركات التي نشرت بأسماء مستعارة، وقررت أيضا مقاضاة شركات الإنترنت في أوربا وأمريكا، التي زودت تلك المواقع بالخدمة والنطاق الإلكتروني كما لفتت إلى أن المحاكم السعودية والمحاكم الغربية تتيح لها الحق بمقاضاة كل من اشترك في قذفها، والإساءة لسمعتها إلكترونيا. ورفضت ريمية اعتبار هذه الخطوة، معاداة لحرية التعبير، قائلة «لست ضد حرية التعبير نهائيا، بل ارحب جدا بالنقد الموضوعي، والخلاف في الرأي، لكن ما نشر على مواقع الإنترنت السعودية والخليجية، كان سبا مباشرا وصريحا، وهو أمر مجرم قانونا». وأضافت «التهديد بقتلي، أو الحث على قتلي، هو جناية، والإساءة لسمعة امرأة عربية مسلمة هو أمر يستدعي العقاب القانوني». وحول الهدف من تلك القضايا، قالت: «هدفي أن ينال هؤلاء العقاب القانوني، ويجب أن يعلم من يستهين بالإنترنت، ويسب الناس تحت اسم مستعار انه خالف القانون، ولن يسلم من العقاب». وأشارت ريمية إلى أنها تعيش بين أهلها «بصورة طبيعية، ولا تخشى تلك التهديدات»، مضيفة: «أنا امرأة عادية، شاركت في مهرجان شعري، وأعلنت موقفي دون خوف، ولن أتراجع عن ذلك مهما حدث». يشار إلى أن حصة 43 عاما، وهي امرأة منتقبة، حلت في المركز الثالث في منافسات شاعر المليون التي تنظمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث سنويا، وحصلت على جائزة مالية 3 ملايين درهم إماراتي، خصصتها لعلاج ابنتها المصابة بمرض»التوحد» وسداد ديونها.