ألقى التقرير الذي أصدرته شرطة منطقة المدينةالمنورة مؤخرًا عقب موجة السرقات التي تعرض لها العديد من مدارس البنات في المنطقة باللائمة على الجهات المسؤولة في إدارة التربية والتعليم. وعزا التقرير تلك السرقات إلى ضعف الرقابة والمتابعة، وضعف الجولات المستمرة على تلك المدارس خاصة في نهاية الدوام الدراسي أو في عطل الأسبوع أو الإجازات الرسمية، وافتقار أغلب تلك المدارس إلى حراسات رسمية على مدار الساعة. وكشف التقرير عن أن بعض مديرات المدارس يسلمن مفاتيح المدارس بشكل شخصي إلى أشخاص غير مصرح لهم بدخول المدرسة في إشارة إلى بعض العمالة، مؤكدا أن العاملين في مجال توفير إعاشة المقاصف وعمال الصيانة قد تقع منهم حوادث سرقات، الأمر الذي يصعب معه حصر الجناة في حال تعرض أي من تلك المدارس للسرقات، تمهيدا للقبض عليهم. وطالب التقرير بضرورة تكثيف الجولات الرقابية أثناء الإجازات الصيفية وعطل الأسبوع، لما في ذلك من أهمية بالغة في رصد أي حوادث، وهو ما يساعد بدوره على سرعة رفع الآثار من المكان وضبط الجناة، مطالبًا بتسليم تلك المدارس لشركات حراسات أمنية لها خبرة في هذا المجال، وتتواجد على مدار 24 ساعة، وتكون مسؤولة عن حماية تلك المدارس وممتلكاتها. يُذكر أن التقرير الذي وجهته شرطة منطقة المدينةالمنورة إلى إمارة المنطقة، جاء عقب تشكيل فريق عمل من شعبة التحريات والبحث الجنائي بتوجيه من قبل مدير شرطة المنطقة اللواء عوض السرحاني. وأسفرت جهود الفريق حينها عن القبض على 23 لصا من 4 جنسيات إثر تورطهم في سرقة 47 مدرسة، يتزعمهم وافد من جنسية عربية بمهنة سباك، والذي اعترف باستغلال عمله كعامل صيانة في المدرسة لتنفيذ تلك السرقات. من جهة أخرى، أحبطت دوريات الأمن في المدينةالمنورة محاولة سرقة ما يزيد عن 37 مكيفا، من الابتدائية ال 115 للبنات في حي الإسكان، وذلك بعد أن تمكن الجناة الأربعة وجميعهم من الجنسية السعودية، من إنزال المكيفات من غرف المدرسة وتجهيزها في الفناء تمهيدا لنقلها إلى جهة غير معلومة بغية تصريفها. يأتي ذلك في أعقاب اشتباه إحدى الدوريات الأمنية بالمدرسة عندما لاحظت إنارة طوابقها وعدم وجود حراسة عليها، مما استدعى قيام رجال الدوريات بالتحقق من وضع المدرسة من الداخل، فتبين وجود كميات من أجهزة التكييف مهملة في فناء المدرسة، علاوة على وجود حركة مريبة داخلها، ليتم على ضوء ذلك التحقق من كافة أرجاء المدرسة من قبل الدوريات الأمنية. وأسفرت تلك الجهود عن ضبط اثنين من أرباب السوابق أثناء محاولتهما إخراج أحد المكيفات من داخل أحد الفصول الدراسية، ليتم القبض عليهما، فيما تمكن اثنان آخران من الفرار بعد أن شعرا بتواجد رجال الأمن، فيما أقر المقبوض عليهما بتخطيطهما المسبق لسرقة محتويات المدرسة لتصريفها والاستفادة من عوائدها المالية، ليتم على ضوء ذلك إحالتهما الى مركز شرطة الخالدية. وعلمت المصادر أن المدرسة نقلت مؤخرا إلى موقع آخر، فيما لم يتسنّ للمسؤولين نقل محتويات المدرسة جراء الإجازة الفصلية.