عندما تتبوأ المرأة السعودية منصباً حكومياً جديداً ينفتح باب الأمل وتنبت للأماني أيادٍ تمتد لغيرها من السعوديات اللاتي يقبعن في انتظار بقعة ضوء تُسلَّط على قدراتهن وإمكاناتهن غير المحدودة، أو اللاتي يقمن بشق طريقهن بأيدٍ ناعمة لا تعرف التعب. ولقد جاء تعيين الإعلامية الرائدة سناء مؤمنة كأول مدير عام لفضائية سعودية، وتوليها إدارة قناة \"أجيال\" الفضائية الخامسة؛ ليس باعتباره تكريماً لسناء وحدها وإنما هو تتويج مستحق لأجيال من رائدات التعريف بدور المرأة السعودية، وجهودها في النهوض بالوعي بحقوقها وقضاياها، وبما يعكس معه معاناتها وتطلعاتها، ومشاركاتها في معالجة قضايا المجتمع؛ بدءاً من لطيفة الخطيب أول من كتبت في الصحافة السعودية بالاسم الصريح في صحيفة البلاد السعودية سنة 1372، ورائدات العمل الإذاعي والتلفزيوني مثل نجدية الحجيلان وأسماء زعزوع (ماما اسما) والدة مدير إذاعة البرنامج الثاني دلال عزيز ضياء، ودنيا ووفاء يونس ابنتا الإعلامي الراحل بكر يونس، ونوال بخش أول من التحق بإذاعة الرياض منذ تأسيسها عام 1384، وكانت أيضاً أول سعودية تظهر على التلفزيون وذلك عام 1386، وسلوى شاكر التي كانت أول من أسست الإدارة النسائية في مركز تلفزيون الرياض وكانت أول مذيعة تعمل رسميا في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، وغيرهن الكثيرات من أجيال الحاضر مثل بثينة الناصر وقبلها القديرة ريما الشامخ شفاها الله. بدأت سناء مؤمنة عام 1984 كمترجمة بمكتب وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون، وتدرجت في عدة مناصب أولها مديرة برامج الأسرة والأطفال، حيث أسست أول إدارة نسائية، وقامت بإعداد وإنتاج أول برنامج مباشر على الهواء مثل \"المملكة هذا الصباح\" وبرامج الأعياد والمناسبات الوطني، ثم عملت كمديرة للبرامج المحلية للقناة الثانية وأصبحت تدير وتشرف على إنتاج جميع البرامج المحلية بالقناة في جميع محطات السعودية، بالإضافة إلى تأسيسها لإدارة نسائية للبرامج المحلية تشرف على إنتاج هذه البرامج، حتى تبوأت أعلى منصب نسائي حكومي إعلامي بقيادتها خامس الفضائيات السعوديات. وتؤكد مؤمنة على ابتعاد قناتها عن مسألة أدلجة الأطفال من خلال برامج القناة وأناشيدها مع التزامها بالتعاليم الدينية ومراعاة عادات المجتمع السعودي، وابتعادها عن النهج النمطي البطيء في برامج الأطفال بالإضافة إلى أسلوب النصح المباشر، واعدةً المشاهدين بتميز القناة واكتسائها بحلة مغايرة عن قنوات الأطفال الحالية.