تردّد اسم الإعلامية سناء مؤمنة كثيرا في الآونة الأخيرة، بعد أن أصبحت أول امرأة سعودية تدير قناة تلفزيونية رسمية، حيث تولت منصب مدير عام قناة (أجيال) للأطفال, التي أطلقها التلفزيون السعودي أول أيام عيد الفطر الماضي. بدأت سناء مؤمنة عملها الإعلامي عام 1984 كمترجمة في مكتب وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون، وتدرّجت في عدة مناصب, أولها مديرة برامج الأسرة والأطفال، وأسّست أول إدارة نسائية، وقامت بإعداد وإنتاج أول برنامج مباشر على الهواء (المملكة هذا الصباح)، وبرامج الأعياد والمناسبات الوطنية، ثم عملت كمديرة للبرامج المحلية للقناة الثانية، إضافة إلى تأسيسها إدارة نسائية للبرامج المحلية تشرف على إنتاج هذه البرامج. حول برامج الأطفال التلفزيونية, والتحديات التي تواجهها، وإمكانية إيجاد شخصية كرتونية عربية، والتحديات التي تواجه قناة (أجيال)؛ حاورتها (عناوين)، وإليكم نص الحوار: • كيف ترين حجم المسؤولية على عاتقك وأنت تديرين أول قناة سعودية موجهة للطفل؟ حجم المسؤولية ضخم أمام الله عز وجل وأمام المشاهدين, وكذلك المسؤولين في وزارة الإعلام، بصفتي مسؤولة عن أول قناة سعودية موجهة للطفل، وبفضل الله ودعم وتشجيع الجميع ستقدّم هذه القناة ما يرضي المشاهدين. • في ظل المنافسة بين الفضائيات الخاصة, ومنها قنوات للطفل، كيف يمكن لقناة أجيال (الحكومية) أن تتميّز وتختلف؟ قناة (أجيال) تتميّز وتختلف لأن لها خطا خاصا بها، وهو خط مخطط له ومدروس وأكاديمي، يقدّم برامج لشرائح الأطفال من سن 4 إلى 8 سنوات, ومن سن 8 إلى 12 عاما، وهذه القناة ستتميّز بما تقدم وبما ستنتج للطفل السعودي. • أصبح الجميع يعرفون اسم (سناء مؤمنة) كأول امرأة تتولى قناة تلفزيونية سعودية، كيف ترين تصاعد دور المرأة في المجتمع السعودي؟ أتوقع أن الأمر لا يقتصر فقط على اسم سناء مؤمنة، فهناك عديد من الزميلات الإعلاميات ظهرت أسماؤهن في مختلف وسائل الإعلام، وتبوّأن مناصب قيادية, فتصاعد دور المرأة في المجتمع السعودي أمر طبيعي بسبب فتح مجالات جديدة لأعمال المرأة، وكذلك نتيجة دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وتشجيعه الدائم لوضع المرأة المناسبة في المكان المناسب، وصدرت عدة تعيينات تدل على ذلك, ومنها: نورة الفايز أول امرأة تعيّن نائبا لوزير التعليم، والزميلة دلال ضياء في الإذاعة، وسناء مؤمنة مديرة قناة (أجيال). • تحتاج برامج الأطفال التلفزيونية إلى كوادر مؤهلة علميا للتعامل مع الطفل، هل توجد هذه الكوادر في المملكة؟ من المؤكد أن برامج الأطفال التلفزيونية تحتاج إلى كوادر مؤهلة علميا للتعامل مع الطفل، والمملكة العربية السعودية مليئة بهذه الكوادر، سواءً كانوا من جيل المخضرمين أو من الشباب والشابات. • هل يختلف التوجه للطفل السعودي أو الخليجي عن غيره من أقرانه في بيئات عربية أخرى؟ الطفل هو الطفل في أي مكان في العالم, لكن الطفل السعودي أو الخليجي يتميّز ببعض الخصوصية التي يكتسبها من خصوصية المجتمع الذي يعيش فيه، خاصة ما يتعلق بالتمسك بتعاليم الدين الإسلامي والقيم الاجتماعية. • هل يوجد في المملكة كتاب متخصصون في برامج الأطفال؟ نعم لدينا كتاب متخصصون في برامج الأطفال منذ بدايات التلفزيون السعودي، وأخذوا على عاتقهم الكتابة لبرامج الأطفال لعقود من الزمان في تلفزيونات المدينةالمنورة والرياض وجدة، والآن هناك عديد من الكتاب والكاتبات المتخصصين أكاديميا في الكتابة للأطفال. • متى يصبح للطفل العربي شخصيته "الكرتونية" الخاصة التي تعبّر عن تاريخه وتراثه؟ هناك عديد من المحاولات لخلق شخصية كرتونية للطفل العربي، لكنها لم تصل إلى مستوى الجدية التي تستطيع أن تصل به إلى العالمية، وتتمكن من التعبير عن تاريخ الطفل العربي وتراثه. • هل يمكن لقناة (أجيال) أن يصبح لها مشاهدون من خارج المملكة، وكيف؟ في المستقبل القريب إن شاء الله, حيث نصل إلى مرحلة البث المتواصل لمدة 24 ساعة يوميا، ونقدّم كل ما هو جديد من برامج وأفلام كرتون. • هل يمكن أن تسهم القناة في اكتشاف مواهب الطفل السعودي وصقلها؟ اكتشاف مواهب الطفل السعودي وصقلها من أهم أهداف قناة (أجيال)، حيث إننا ندعم الأطفال الموهوبين، ونتتبّعهم ونأخذ بيدهم حتى يصقلوا مواهبهم. • ما الطريق الذي قطعتيه حتى تصلي إلى رأس قناة للطفل السعودي؟ طريق الألف ميل الذي يبدأ بخطوة، والذي بدأته عند انضمامي للعمل في وزارة الإعلام منذ أوائل عام 1405ه, وتدرّجي في جميع القطاعات الإعلامية من مترجمة ومراقبة ومعدة وإدارية، وخلال هذا كله كان معظم اهتمامي منصبا على الطفل السعودي، لأنه نواة هذا المجتمع، ولاعتقادي بأن برامج الأطفال لها خصوصيتها التي تستطيع المرأة أن تتفهمها. • متى يمكن أن تجزمي بأن الطفل السعودي لن يحوّل (الريموت) عن قناة (أجيال)؟ في الخطة البرامجية القادمة نستطيع أن نجزم بأن الطفل السعودي سيتمتع بما يشاهد على شاشة قناة (أجيال)، وسيكون هناك مزيد من التواصل مع الأطفال، لذلك فإنه لن يحول (الريموت).
• ما طموحاتك للمرحلة المقبلة؟ طموحاتي وتطلعاتي ليس لها حدود، ومن أهمها: الوصول بقناة (أجيال) إلى كل منزل سعودي وخليجي وعربي، ومن ثم إنشاء قناة أخرى للشباب من سن 14 إلى 20 سنة تخدم هذه الفئة المهمة من المواطنين السعوديين.