بدأت شركات تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام تنفيذ مشروع تأسيس البنى التحتية لأكبر توسعة في تاريخ الحرم المكي، إذ سينفذ التصميم الجديد دون المساس بباقي أجزاء المسجد الحرام الحالي. وأوضحت مصادر مطلعة، أن هذه التوسعة التي صممت بشكل إسلامي معاصر ستتمكن في المستقبل من تنفيذ توسعة أكبر بتكرار التصميم نفسه إلى الانتهاء من جميع الدوائر الموازية للحرم المكي، تمهيدا لتنفيذ أضخم مسجد يتسع لنحو خمسة ملايين مصلي. وأفادت المصادر أن مشروع التوسعة الجديدة يشكل قرابة 35 في المائة من إجمالي المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، وستنفذ وفق خطط منهجية مدروسة، إذ خصص مدخل رئيسي يرسم واجهة المسجد الحرام. وبينت المصادر ذاتها، أن مشروع التوسعة حدد حلولا للمشاكل المتعلقة بالرؤية والقدرة على الحركة، إذ اعتمدت التصاميم للمشروع مبدأ «أن رؤية الكعبة المشرفة ليست بالضرورة الملحة ولكنها مطلب للعديد من الحجيج، ومن هنا انطلقت فكرة الأدوار العلوية لتوفير مشاهدة أكبر ونقاط بدء أكبر، إلى جانب توفير ساحات للمصلين تعادل ما نسبته 60 في المائة من أعداد المصلين الحاليين ونقاط وصول أسرع للمشاة». وأشارت المصادر إلى أن البوابات الرئيسية نفذت على شكل أصداف تتجه جميعا نحو الكعبة المشرفة في حال فتحها بعرض يبلغ 18 متر وبارتفاع 38 متر، لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى مليونين. ولفتت المصادر ذاتها إلى أن تصميم الساحات العلوية أخذ طابعا معماريا فريدا يمكن المصلين من الاستمتاع بمشاهدة الكعبة، فيما صممت السلالم الكهربائية بشكل دقيق لتوفير أسهل الفرص للسير الآمن والمريح وصولا إلى الساحات الداخلية. من جهته، أكد رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية منصور أبو رياش أنه بدأ وضع حجر الأساس لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام والتي تقع على مساحة تبلغ 500 ألف متر مربع بعد الانتهاء من التصاميم والدراسات التي ركزت على أن تكون متفقة مع المخطط العام لشبكة النقل الحديثة من إنفاق تحت الأرض لسكة قطار العربات الكهربائية. وذكر أبو رياش أن عدد العقارات المنزوعة لصالح التوسعة في كافة المراحل بلغت نحو 1800 عقار، مبيناً أن العقارات المنزوعة لن تدخل جميعها ضمن الساحات بل ستشمل أماكن للخدمات وشوارع تؤدي للحرم.