أزاح علي أحمد عسيري عن كاهل يحيى الأسمري وطأة عذاب الضمير أخيرا. نهاية سعيدة تلك التي جمعت الرجل الذي ظن طوال عقدين من الزمن أنه قتل طفلا غض الجسد، بينما اكتشف أن من دهسه مازال على قيد الحياة. قبل أيام قدم رجل إلى هيئة حقوق الإنسان في الدمام قائلا :أريد أن أرتاح .. أنا دهست طفلا في تبوك منذ عشرين عاماً. هربت لحظتها لأحمل معي شقاء الموقف، الأكيد أن من دهسته مات، اقتصوا مني الآن وخلصوني من العذاب. فجاء رد سريع ومفاجئ من قارئ للخبر: «أنا علي أحمد عسيري، أنا من دهسته يا يحيى الأسمري، أنا حي أرزق، خرجت من ذلك الحادث برضوض، لدي زوجة وأبناء الآن .... لنتواصل». يالها من رسالة إلكترونية سارة وصادمة في الوقت ذاته. قال يحيى : يا إلهي، أحقا لم أرتكب جريمة قتل؟ أحقا سيزول شعوري بأنني بين الناس ما أنا إلا قاتل في قرارة نفسي. ياله من شعور، أرجوك ياعلي سامحني». ليرد علي أحمد عسيري بحسب المصدر أيضاً من تبوك :سامحتك يايحيى، ولكن أريد مقابلتك لتعرف حجم الرضوض التي في جسدي، وأريدك أن تقبل ابني ريان وشقيقتيه رزان وريماس. وتجدر الاشارة الى أن \"الاسمري\" سلم نفسه طواعية إلى فرع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان في المنطقة الشرقية، مقرا بارتكابه حادثة دهس طفل في منطقة تبوك قبل 21 عاما،وأوضح الأسمري أن الكوابيس ظلت تطارده طيلة السنين الماضية، بالإضافة لعدم التوفيق في حياته العملية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه كان يقضي جل وقته بين البكاء والندم، إلى أن قرر أخيرا تخليص نفسه من تلك الهموم عبر تسليم نفسه.