كشف مصدر مسؤول في شرطة منطقة المدينةالمنورة ، عن اسم المشتبه به الذي تم إيقافه على خلفية حمله لسكينين أثناء وقوفه خلف إمام المسجد النبوي الشريف خلال صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي، موضحا بذلك ملابسات الحادثة التي أشغلت الرأي العام بعد أن أخذت بعدا طائفيا، وفقا لما نشر في عدد من المواقع على الشبكة العنكبوتية. وقال المصدر إن المشتبه به يدعى \"تركي\" وهو في العقد الثالث من عمره، يسكن في مدينة الرياض، ويعاني في الأصل من اضطرابات نفسية لم تحدد بعد والتي تدفعه إلى الخرس الاختياري لفترات طويلة، وذلك وفقا لما تضمنه ملفه الطبي في مستشفى الصحة النفسية بمدينة الرياض، علاوة على كونه سبق وأن أخضع للرعاية الطبية في مستشفى الأمل للعلاج، ثم سلم لذويه بعد تماثله للشفاء. وأشار المصدر إلى أن تعقيدات الموقف المتمثلة في حمله للأسلحة البيضاء داخل المسجد النبوي علاوة على صمته الدائم ورفضه الحديث مع المحققين، دفع بشرطة منطقة المدينةالمنورة إلى الاعتماد على محققين على درجة عالية من المهنية والخبرة في مجال التحقيق الجنائي يتقدمهم اللواء مسفر صالح الزهراني والعقيد رابح العمري، واللذان عهد إليهما إغلاق هذا الملف في مدة لا تتجاوز 48 ساعة، وهو الملف الذي بدأ يشكل قلقا في أوساط الرأي العام بعد أن تضاربت الأنباء حول جنسية المشتبه وأهدافه من وراء حمله للأسلحة وحقيقة محاولته استهداف إمام المسجد النبوي الشريف. وأضاف المصدر أن المحققين بذلوا كل ما في وسعهم لمعرفة هوية المشتبه به من خلال البصمات العشرية عله يكون مسجلا على قوائم أرباب السوابق، إضافة إلى حصر أسماء المتغيبين في كافة مناطق المملكة ومطابقتها بأوصاف الشخص، غير أن كل تلك المحاولات لم تسفر عن أي نتائج إيجابية، وهنا لجأ المحققون إلى وسيلة أخرى تمثلت في نشر صورته بشكل غير مباشر في أحد المواقع لعل ذويه يتعرفون عليه بعد تداول الصورة في أكثر من موقع، وبدا أن هذه الخطوة كانت موفقة إذ تقدم 3 أشخاص إلى مقر الشرطة مبلغين بأن الشاب الذي ظهرت صورته في المواقع والصحف هو ابنهم المتغيب عن مسكنه منذ فترة طويلة. واتضحت حقيقة الأوضاع النفسية التي يعيشها \"تركي\" والتي تمثلت في إصابته بمرض نفسي لم يلفح الطب النفسي في معرفته بشكل علمي دقيق والذي يتمثل في صمته الدائم ورفضه الاحتكاك بالآخرين أيا كانت النتيجة، مقدمين بذلك مستندات طبية تثبت حقيقة ذلك. وعلى ضوء ذلك ، وكما أشار المصدر، فإن هذه القضية تأخذ طابعا استثنائيا بعد أن تكشفت حقائق حالة الشخص. \"تركي\" الذي بدا أنه عاش مهمشا ساقطا من ذاكرة ذويه بالنظر إلى عدم تقدم أي أحد من أسرته ببلاغ عن تغيبه تصدر مواقع الإنترنت والصحف المحلية على مدى 5 أيام متواصلة، فاتحا الجدل في أوساط المجتمع، وذلك بعد ضبطه من قبل الجهات الأمنية يوم الجمعة الماضية إثر اشتباه رجال الأمن المكلفين بحراسة إمام المسجد النبوي فيه، إذ كان واقفا في الصف الثاني متخلفا عن السجود والركوع مع المصلين، وزاد الأمر حدة بعدما أسفرت عمليات التفتيش من ضبط سكينين كانت بحوزته. هذا الأمر فسره العديد من المواقع الإخبارية والمنتديات بأنه محاولة لاغتيال إمام المسجد النبوي، لاسيما أن الشيخ له مواقف صارمة تجاة المذاهب غير السنية، وهو ما دفع بشرطة المدينةالمنورة وعلى لسان ناطقها الأمني العميد محسن بن صالح الردادي بحسب الوطن إلى نفي محاولة اغتيال إمام المسجد النبوي أو تعرضه لأي اعتداء، قائلا إن المقبوض عليه يعتقد أنه يعاني من أمراض نفسية، وإن التحقيق معه مازال جاريا.