هل توقعت يوما أن تحمل فيلما كاملا حجمه واحد غيغا بايت في مدة زمنية لن تزيد عن 0.2 مللي ثانية، أي بسرعة رمشة العين؟ ربما هذا الأمر يصبح واقعا قريبا بفضل اكتشاف جديد سيحدث ثورة في عالم الانترنت. في وقت يشكو فيه كثيرون من بطء عمليات تحميل الأفلام وغيرها من المواد من على شبكة الإنترنت، نظراً لمحدودية السرعات المتاحة، يبدو أن أملا جديدا بدأ يلوح في الأفق بهذا الشأن، حيث أعلن باحثون في الدنمارك عن تمكنهم من تطوير أسرع شبكة إنترنت في العالم، تتيح إمكانية تحميل فيلم في مدة تقدر ب 0.2 مللي ثانية. وذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن الباحثين تمكنوا من تحقيق تلك الخطوة بعدما نجحوا في تطوير الجيل القادم من الألياف البصرية التي تنقل 43 تيرا بايت في الثانية. وقال خبراء في شركة إكستريم تيك إن ذلك يعني أن الشبكة ستتيح للأشخاص إمكانية تحميل فيلم حجمه واحد غيغا بايت في مدة زمنية لن تزيد عن 0.2 مللي ثانية. ونجح باحثون في الجامعة التقنية بالدنمارك في استعادة الرقم القياسي الخاص بأسرع شبكة إنترنت في العالم، بعد تمكنهم من تجاوز شبكة سبق أن تم تطويرها في معهد كارلسروه للتكنولوجيا بألمانيا وكان بوسعها نقل 32 تيرا بايت في الثانية. وليتمكن من تطوير تلك الشبكة السريعة الجديدة، استعان فريق الباحثين الدنماركي بأحد الألياف العصبية متعددة النواة طورته شركة يابانية تعرف ب NNT. ولفتت الدايلي ميل إلى أن هذا الليف العصبي يحتوي على 7 أنوية – عبارة عن خيوط زجاجية – بدلاً من النواة الواحدة التي تستخدم في الألياف التقليدية، وهو ما يسمح بنقل مزيد من البيانات. واللافت أن هذا الليف يتمتع بنفس عرض الليف العادي. وأكد الباحثون في هذا السياق أن التنافس العالمي في سرعة البيانات يساهم في تطوير التكنولوجيا اللازمة لاستيعاب نمو حركة البيانات على الشبكة العنكبوتية، في ظل وجود تقديرات تشير إلى أن تلك الحركة تنمو بنسبة 40 إلى 50 % كل عام.