هل أنت مستعد لرمضان؟!.. كيف حالك مع الله وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران على الأبواب؟!.. هل مازالت طاقتك ضعيفة ولازالت تقول (لسه بدري)؟!.. استعد عزيزي القارىء من اليوم.. درب نفسك على الطاعة من هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور، والآن إليك بعض النصائح التي تساعدك على شحن همتك قبل بداية الشهر الكريم : 1- جدد نيتك: نعم النية أساس قبل البدء فى أي عمل، فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) - متفق عليه. وعن ابن عباس - رضي الله عنهما- عن النبي – صلى الله عليه وسلم - : فيما يروي عن ربه - عز وجل - قال: (قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة). فأنت مجازى على نيتك.. جدد نيتك من الآن.. واعقد العزم على العمل الصالح والبعد عما يغضب الله – عز وجل – واجعلها اسلوب حياتك فى كل افعالك. 2- الدعاء: أكثر من الدعاء في هذه الأيام المباركات على أن يعينك الله على التقرب منه وفعل كل ما يرضيه عنك وترك كل ما يبعدك عنه، يقول الله – سبحانه وتعالى – في سورة البقرة ( آية 186): {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}. احرص دائما على أن تعلق قلبك بالله بالمناجاة والتذلل لله، والاكثار من الأدعية: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) و (يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك). وغيرها الكثير من الأدعية التى تعلق قلبك بالله والاولى فى الدعاء التذلل الى الله والاحاح عليه بقضاء حاجات الدنيوية والدينية ، فليس بينك وبين الله حجاب. 3- المحافظة على الصلوات في أوقاتها: أبدأ من اليوم ترك أي عمل تقوم به مهما كان، واعقد عزمك ونيتك على أن تصلي الصلاة في وقتها، لبي نداء المؤذن.. ردد معه الآذان .. وقل دعاء ما بين الآذان والإقامة.. واحرص على أن تكون صلاتك كلها في أٌوقاتها.. ودرب نفسك على الخشوع فيها بابتعادك عن كل ما يليهك وقت الصلاة وتدبر معاني الآيات وأنت تقرأها.. وتذكر أن فاتحة الكتاب هي بمثابة حوار بينك وبين ربك. قال – رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: "الحمد لله رب العالمين"، قال الله: حمدني عبدي. فإذا قال: "الرحمن الرحيم"، قال: اثنى علي عبدي. فإذا قال: "مالك يوم الدين"، قال مجدني عبدي. وإذا قال: "إياك نعبد وإياك نستعين"، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: "اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين"، قال: هذا لعبدي. ولعبدي ما سأل)... – رواه مسلم . واعلم أنك وقت سجودك تكون قريب جدا من ربك، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ) . - رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي . واحرص ايضا قدر استطاعتك على صلاة النوافل لما لها من الاجر العظيم، فعن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة. 4- الأذكار: احرص على قراءة أذكار الصباح والمساء في أوقاتها، وحاول أن تجعل لسانك دائما رطبا بذكر الله تعالى، سواء بالاستغفار أو بالتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي وغيرها، فلا تجعل وقتك يمضي دون ذكر لله عز وجل، فللاستغفار وذكر الله فضل كبير، فاحرص عليهما. قال الله تعالى في سورة الأحزاب (آية: 35): {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. 5- قراءة القرآن بشكل يومي: درب نفسك على قراءة ورد يومي – ولو قليل - من القرآن بتدبر وتفكر، واحرص على ألا تنام إلا وقد انهيت وردك اليومي، واستمع للقرآن وأنت في طريقك لعملك ان امكن، أو ربة المنزل تستطيع أن تسمع يوميا آيات من القرآن الكريم أثناء قيامها بأعمالها المنزلية ، وهذا بدوره سيجدد همتك وعزيمتك على ختم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المعظم ويزيد قوة تعلقك بالله. 6- احرص على صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع: سنة عن نبيك صلوات الله عليه، وتدريب لك على الصيام، ولمعرفة فضل صيام الاثنين والخميس (ادخل على الرابط التالي). 7- قيام الليل ولو بآيات قصيرة: احرص يوميا على أن تجعل من ليلك نصيبا من صلاتك، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد) - رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني. 8- سماع دروس دينية: وهي متوافرة على الإنترنت بكثرة عن فضل صيام رمضان، أو العمل الصالح أوفضل الطاعة والتقرب من الله، أو أية دروس تساعدك على تليين قلبك واستعادة همتك وعزيمتك قبل بداية شهر العمل والطاعات. 9- احرص على الصحبة الصالحة: الصحبة الصالحة هي التي ستكون لك سندا وعونا إذا ضعفت همتك، فيمكنك أنت وأصدقائك الاتفاق على جدول يومي للطاعات تتنافسون فيه على الخير، وسيكون تدريبا لكم وحافزا على الاستعداد لشهر رمضان. 10- الصدقة: حاول أن تتصدق ولو بالقليل، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - ، أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال: (وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً) - رواه البيهقي، وحسنه الألباني. 11- غض البصر والغيبة والنميمة: درب نفسك على غض البصر، قال – صلى الله عليه وسلم - : (النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيماناً، يجد حلاوته في قلبه) - رواه الحاكم. واحفظ لسانك من الغيبة والنميمة ، وحاول أن تجعل غايتك هذا العام هو صيام رمضان بدون فعل أي ذنب يقلل من ثوابك. 12- مشاهدة التلفزيون والجلوس بالساعات على الإنترنت: حاول أن تدرب نفسك بشغل وقتك بما يفيدك، وابتعد عما يلهيك عن ذكر الله، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.. شهر تتنزل فيه الرحمات.. فهو شهر يستحق أن نتعب ونجتهد فيه لنرضي الله جلا وعلا وندخل الجنة - بإذن الله تعالى -. أبدأ من اليوم.. استعيد همتك.. اشحن طاقتك.. فالعد التنازلي بدأ.. فهل أنت مستعد ؟!