شهر رمضان من الشهور المعظمة عند الله تعالى حيث نزل فيه القرآن وأوجب فيه الصيام وصفد فيه الشياطين، والصيام هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح من طلوع الفجر الى غروب الشمس وهو الركن الرابع من أركان الإسلام يجب صيامه على المسلم البالغ العاقل القادر رجلاً كان أو امرأة، كما ان البلوغ شرط فلا يجب على صغير حتى يبلغ لكن يؤمر به اذا طاقه ليعتاده، كما لا يجب على العاجز لكبر أو مرض لا يرجى شفاؤه ويطعم عن كل يوم مسكيناً كما لا يصح من الحائض حتى ينقطع دمها ولا يصح من النفساء حتى تطهر ولابد من تبييت النية من الليل لكل يوم والنية محلها القلب الا النفل (التطوع) فلا يلزم ذلك، وفي رمضان يكثر المسلمون فيه من الطاعات والعبادات والصدقات ويتقربون لربهم رجاء رحمته وغفرانه والعتق من نيرانه ومن سننه: تأخير السحور الى آخر جزء من الليل ما لم يخشَ طلوع الفجر وتعجيل الفطر اذا تحقق غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير والإكثار من نوافل الصلاة والصدقة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار وان يحرص على عدم ارهاق نفسه او الدخول في جدال ينتج عنه سباب فان شتم قال: إني صائم، وان يحرص كذلك عند فطره بالدعاء ومن ذلك: اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت فتقبل مني انك أنت السميع العليم. وإذا صام المسلم فليصم سمعه وبصره ولسانه وجميع جوارحه ولا يكون يوم الصوم ويوم الفطر سواء، كما يسن ان يقوم ليالي رمضان ايمانا واحتساباً ومنه صلاة التراويح مع الامام حتى يكتب من القائمين قال صلى الله عليه وسلم (من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة) رواه اهل السنن، وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان كان اجود بالخير من الريح المرسلة فليكن قدوتنا وامامنا، كما ان السلف الصالح رضي الله عنهم يحرصون على اطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات بل كانوا يجلسون لخدمتهم والترويح عنهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيء) رواه الترمذي، كما انه ينبغي الحرص على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع وتأثر فقد بكى أهل الصُّفَّة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسَّهم بكى معهم فبكى الصحابة ببكائه وقال : (لا يلج النار من بكى من خشية الله) رواه الترمذي، كما ان الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس سنة عظيمة كما فعل ذلك قدوتنا صلى الله عليه وسلم، كما ان صلاة القيام والاعتكاف والعمرة في العشر الأخيرة من رمضان ذات شأن وأجر عظيم وان اعتكف واعتمر وقام في غيرها فهو خير ومثوبة ولكن يتأكد فيها لتحري ليلة القدر في الغالب، ولا ينسى المسلم ان الدعاء لا يرد عند الافطار وان الله تعالى ينزل في ثلث الليل الاخير، وان الاستغفار بالاسحار مشهود له وان تحري ساعة الاجابة يوم الجمعة ذات فرصة للمسلم وزيادة أجر، فعلى المسلم تقوى الله تعالى ومراقبته في السر والعلانية وشكر نعمه والاستقامة على طاعته بفعل جميع الاوامر وترك جميع النواهي وحسن التعامل والصدق وضبط النفس وحفظ اللسان عن الكذب واللعن والغيبة والنميمة فانها تنقص أجر الصائم، وتسخير اللسان للذكر والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن وفي الختام اذكر بأن المسلمين اجمعوا على فريضة صوم رمضان فمن أنكرها فهو مرتد ويستتاب فقد فرض الصوم في السنة الثانية من الهجرة، فصام رسول الله صلى الله عليه تسع رمضانات فليستمر المسلم على الايمان والعمل الصالح حتى الموت فانما رمضان مدرسة العباد يقول تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) الحجر99.