كشف الكاتب الصحفي محمد الأحيدب عن تفاصيل جديدة ومغايرة في واقعة شج عضو بهيئة الأمر بالمعروف رأس فتاة بإحدى الحدائق، مشيرا إلى أن كثيرين تناقلوا الواقعة دون تثبت وبمعلومات مشكوك بصحتها، ما عرّض عضو الهيئة للظلم في قرار نقله. وقال الأحيدب في مقال له بصحيفة "عكاظ" إن كل من كتبوا عن عضو الهيئة المعاقب بالنقل من مكة إلى الجوف لتسببه في جرح رأس فتاة "طاروا في العجة" وانتقدوه بأقسى النقد وطالبوا بمعاقبته واستهدفوا الجهاز الذي يعمل به (وهو الهدف الحقيقي)، مدعين أن الفتاة (المخالفة) مواطنة رغم أنها أجنبية. وأوضح أن كل ذلك تم دون أن يكلف أحدهم نفسه طرح سؤال هام وهو: ماذا فعلت الفتاة ليقوم الموظف بمناولتها حقيبتها بطريقة جرحت رأسها جرحا بسيطا لم يستلزم غير غرزة واحدة وكلّفته النقل أكثر من ألف كيلومتر عن مقر إقامة أسرته. وكشف الأحيدب تفاصيل الواقعة، قائلاً: "أتيتكم اليوم بالخبر اليقين من مصدر محايد موثوق عن تفاصيل ما حدث، فلا صحة لأن الفتاة كانت تتنزه مع عائلتها في الحديقة وطلب منها العضو المغادرة أو أن والدها اشتكى، وكل ما حدث أن مجموعة فتيات آسيويات (تحديدا أفغانيات) كن (يتمرجحن) وحولهن مجموعة من الشباب يتفرجون على تطاير ملابسهن ويغازلونهن، وعند وصول دورية الهيئة هرب الشباب وتسترت الفتيات وغادرن (المراجيح)، وبقيت شنطة إحداهن على مقعد (المرجيحة)، فأخذها عضو الهيئة ونبه الفتيات للشنطة، فعادت تلك الفتاة لأن الشنطة تخصها، فرمى بالشنطة اليدوية الصغيرة للفتاة، فأمسكت بطرف السلسلة وارتطم جسم الشنطة برأسها فجرحه". وأضاف أن الفتاة لم ترغب ولا أحد أقربائها بالشكوى للشرطة أو تصعيد الأمر، لكن أحد المراسلين صعّد الأمر ونشر الخبر على أنه شج رأس فتاة تتنزه في حديقة عامة، فحققت الهيئة في الأمر، وحضر والد الفتاة وأبدى تنازله التام عن العضو، وأكد أن ما حصل لا يستحق رفع دعوى (بدليل عدم وجود دعوى الآن)، لكن الهيئة حسب نظامها الداخلي ولأن العضو لم يبلغها مسبقا عن الواقعة، قررت معاقبته بالنقل من مكة إلى الجوف، وهذا من صلاحيات الرئيس. ونوه الاحيدب إلى أن على رئيس الهيئات أن يعيد النظر في مقارنة العقوبة بالمخالفة، مبينا: "لو نُقل كل فرد في دورية مرور أو شرطة أو بلدية، لأنه نسي رصد تقرير حادثة عابرة منتهية، فإن الأفراد سيكونون كل يوم في ديرة، وفي حل وترحال دائم ومربك". وتعليقا على ردود المقال، دعا الأحيدب عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر ولاة الأمر إلى إيقاف قرارات النقل التي يتسلط بها الرئيس على موظفين ل "أسباب تافهة"، قائلا إن "الأسرة جميعها تتأثر ويخبو الولاء، ويغيب عن القاسية قلوبهم أن نقل الموظف يعني تشتيت أسرة كاملة وإبعادهم عن أقاربهم وبذلك يحقد الآلاف على الوطن بسبب ظالم". وأضاف في تغريدة ثانية: "النفي من الأرض قُرن بالحرابة، فهل يجوز أن يظلم به من أمر بمعروف ونهى عن منكر؟ إنه استفزاز الغالبية لإرضاء أقلية ".