شخص متميز في مجال عمله، لديه الكثير من المتابعين لحسابه في تويتر، كان يجيب على جميع الاستفسارات التي تصل إليه، وكانت تغريداته تحظى بالاهتمام من خلال الردود التي تحمل في طياتها الإعجاب، وذات مرة طلبت منه فتاة التواصل معها من أجل العمل، وبعد الأخذ والرد معها في عدد من المواضيع، استطاعت أن تجذبه إلى برامج المحادثات المرئية «سكايبي»، وكانت الفتاة تخفي صورتها وتظهر بصوتها على خلاف الشاب الذي كان يظهر بصوته وصورته، فاستطاعت وقتها أن تسجل المحادثة في مقطع فيديو، وأصبحت تطلب منه بطاقات لشحن الجوال، إلى أن حاول الشاب الهروب منها بعد أن ابتزته في كل مرة بصورة أومقطع، حتى استطاع الاختفاء لفترة عن حسابه في تويتر، وقام بالإبلاغ عنها لدى إدارة الموقع، حيث تم إقفال حسابها الشخصي بعد اكتشاف حيلها مع الكثير من الشباب والتجار. هذه الواقعة وغيرها كثير تشير إلى ظاهرة ابتزاز الفتيات للشباب في الوقت الحالي، الأمر الذي أصبح مثار استغراب الكثيرين في المجتمع، في حين تعددت الأسباب التي تدفع الفتاة لهذا السلوك الذي لا ينسجم مع طبيعتها الأنثوية، والذي لا يمكن وصفه إلا بالبحث عن المال بأسرع الطرق والمفاخرة بذلك بين الصديقات. ,ترى نهال عبدالعزيز – موظفة كاشير – أن ابتزاز البنات للشباب ليس من باب الحاجة وقلة المال ،بل غالبا ما يكون ذلك بين الصديقات لملء الفراغ والتفاخر والتحدي بأنها تستطيع الحصول على أي شيء ثمين فتصبح عادة بينهن. أما نهى خليل فتعتبر الابتزاز من أسوأ الوسائل للتباهي بين الفتيات، وهو سلب المال بطريقة غير مشروعه لإرضاء الذات، لأسباب قد تكون واهية وفي أحيان كثيرة خارجة عن المألوف، منها الحاجة المادية، البطالة، تقليد الأخريات، الفراغ العاطفي، العنوسة، وقد يساعد بعض الشباب على ابتزازه بتباهيه بأمواله، ويجدها طريقة لكسب أكثر من فتاة في وقت واحد. من جانبه، أوضح عواض محمد – أخصائي اجتماعي بمركز الرعاية النفسية بمستشفى القوات المسلحة بالطائف – أن الظاهرة جديدة على المجتمع وبدأت في الانتشار في الآوانة الأخيرة مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال الاطلاع على كثير من القضايا يكون الشاب هو الذئب البشري وهو المبتز في نظر المجتمع، وقد استخدمت قنوات التواصل الاجتماعية في الابتزاز، ومن وجهة نظر شخصية يقسم المبتزات إلى ثلاثة أقسام منها الفتاة التي تبحث عن العاطفة نتيجة ما يسمى بالجفاف العاطفي، والفتاة التي تبحث عن المال والتسلية، وفتاة تريد الانتقام، فجميعهن بدأن في التنافس مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح بعضهن يبحث عن الشهرة والحصول على أقصى عدد من المتابعين، مشيرا إلى أن هناك أسبابا لظهور الظاهرة منها ضعف الوازع الديني، وجهل الأسرة عن تلك المواقع وغياب دور التوجيه أو الرقابة، بل أصبحت بعض الأسر هي السبب بشرائها لتلك الأجهزة الحديثة دون وعي بأهميتها، ورفيقات السوء وذلك عندما تأتي الطالبة إلى المدرسة ومن هن في سنها، وتتظاهر بما تعتبره إنجازا بأخذ مبالغ وهدايا وغيرها من الشباب. إلى ذلك، أوضح منصور الربيعي – خبير في الشبكة العنكبوتية – أن هذه الظاهرة حدثت في غياب التوعية وإعطاء الثقة لأشخاص غير معروفين في الشبكة العنكبوتية من خلال عرض صورهن أو خلافه مما يعرضهن للابتزاز ، مضيفا أنه لابد أن يعرف مستخدم الإنترنت الشخص الذي يخاطبه في مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال البحث عنه في البروفايل خصوصا الفتيات اللائي بدأن في استغلال هذه النقطة للحصول على مآربهن، لافتا إلى أنه في حال الوقوع ضحية للابتزاز ، ينبغي على المتعرض للابتزاز التوجه إلى إدارة الموقع الإلكتروني سواء تويتر أو اليوتيوب، والإبلاغ عن الابتزاز، أو الوصول إلى الجهات الأمنية وإشعارهم بما جرى حيث يهتم نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية بمثل هذه القضايا، مشيرا إلى أنه ينبغي أن تتوفر في المواقع ميزة الأمن العائلي الذي يحفظ حقوق كل مستخدم للإنترنت..بحسب صحيفة عكاظ