حذر المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من خطورة الاعتداء على الأنفس المعصومة من مسلمين أو معاهدين أو مستأمنين، مؤكدا أن الأمة الإسلامية تمرّ بمرحلة خطيرة في تاريخها وأحداث متسارعة قد ينشأ في غمارها جماعات تجيز أو تهوّن من إهراق دماء المسلمين والآمنين. وأوضح في بيان أصدره اليوم (الاثنين) أن أهل الغلو والتطرف ابتدعوا منهج التكفير الذي يهون قتل المسلمين وغيرهم من المعصومين، منبها إلى خطر هذا المنهج الذي نشأت عنه استباحة الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت. وأضاف أن الصراعات الحاصلة الآن قد ينشأ في غمارها شبهٌ تجيز إهراق دماء المسلمين وتذكي نعرات جاهلية أو طائفية لا يستفيد منها إلا الطامع والحاقد والحاسد، لافتا إلى أن من أعظم ما يدل على خطورة التعرض للدماء والحذر الشديد تجاهها قول النبي الكريم: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا". ونوه إلى أن من الأنفس المعصومة في الإسلام أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين، فمن أدخله ولي أمر المسلمين بعقد أمان وعهد فإن نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له، ومن قتله فإنه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لم يرح رائحة الجنة". وأبان أنه لا يجوز تكفير إلا من دلَّ الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، وأنه لا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، وحذر كل مسلم من الانتساب إلى هذه الجماعات التي تتبنى المنهج التكفيري، قائلا: "إن علماء المسلمين لا يوجد بينهم خلاف على تحريم مسلكهم وشناعته وخطورته، ويخشى على من انتسب إليهم خاتمة السوء نعوذ بالله من الخذلان أو أن نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله".