لم يلقَ الشاب صلاح الغدير من وزارة الصحة أي تجاوب لعلاجه من أثر الخطأ الطبي الذي وأد طفولته وحرمه متعة التعليم واللعب والتعايش مع المجتمع منذ نشر تفاصيل معاناته في صحف محلية الأربعاء 17 حزيران (يونيو) 2009.بدأت مأساة صلاح منذ كان طفلاً، إذ تعرض إلى ارتفاع في درجة الحرارة، واضطرت والدته إلى وضعه في حضنها والذهاب به مع زوجها إلى مستشفى الجوف، على الأقل لخفض درجة حرارته، وهناك وقعت «المصيبة»، حينما أمر الطبيب الممرضة بإعطائه إبرة «بنسلين» من دون اختبار موضعي لجلد صلاح، فحرم من التعليم واللعب، وممارسة حياته الاجتماعية طفلاً ثم شاباً، ودخل بعدها في غيبوبة من الأحزان والآلام، وهو ما زال يحلم بطفولته البريئة التي قتلها «خطأ طبي»، تسبب في حدوث طفح جلدي شديد على جميع أجزاء جسده الذي تحول إلى اللون الأحمر. يقول صلاح: «بعدما أعطوني الإبرة ظهر طفح جلدي على كامل جسدي الذي أصبح لونه أحمر، فنقلوني على الفور إلى العناية المركزة لأسابيع والحمد لله زال الطفح الجلدي، ولكن تضررت بعدها عيناي وأصبحت أشعر بألم فيهما حتى فقدت واحدة، ولم يتبق سوى عيني اليسرى، ومنذ صغري وأنا أشعر بالحزن لعدم قدرتي على التعليم وممارسة حياتي مثل أصدقائي»، موضحاً أنه حرم من العودة إلى المدرسة بعد أن تعطلت إحدى عينيه. ويضيف: «حتى معهد النور حرمني من التعليم لأني مبصر بعين واحدة، ومنذ ذلك الوقت قبل 13 عاماً إلى الآن لم أسمع كلمة تدعوني إلى التفاؤل بالمستقبل، فكل الأطباء يرددون على مسامعي أنني سأصبح أعمى حينما أبلغ ال 30». رفع الغدير قضية إلى وزارة الصحة ضد الطبيب والمستشفى، إلا أنه صدم عندما اتهمه القاضي في المحكمة الشرعية بتزوير الأوراق، «التقارير التي قدمتها إلى القاضي مختومة من إدارة مستشفى الملك فيصل، ولا يوجد شك في مصدرها، ومع ذلك رُفضت»، موضحاً أنهم ادّعوا أن المرض موجود قبل دخوله إلى المستشفى ووقوع الخطأ الطبي. ويستطرد: «ذهبت على الفور إلى مكتب وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة لأشكو له حالي الصحية حتى يتم علاجي، وعند ذهابي له انتظرت كثيراً لقاءه، وحينما أصبحت أمامه وأنا أتحدث تركني وذهب للسلام على رجل آخر، وشعرت فعلاً بالحزن والانكسار وحينها أخذني أحدهم ووعدني بالاهتمام بحالي الصحية، إلا أنني ومنذ ذلك الحين وأنا أدور في حلقة مفرغة».