أعلن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أنه يمكن للأسد تفادي التعرض لهجوم إذا سلم كل الأسلحة الكيماوية للمجتمع الدولي خلال الأسبوع المقبل. إلا أن كيري أضاف :"لا يبدو أن الأسد سيقوم بذلك لأنه لايمكن القيام بذلك"، وذلك في رد على سؤال من صحافي استفسر عما يمكن أن يمنع الولاياتالمتحدة من المضي في خططها لصرب سوريا. وأكد متحدثا للصحفيين في لندن أن العلاقة بين بريطانيا والولاياتالمتحدة قوية كما كانت دائما رغم قرار البرلمان البريطاني عدم الانضمام لأي إجراء عسكري ضد سوريا. و كتب محمد بلوط في صحيفة السفير أمس أنه وفي سياق البحث عن كسب الوقت للخروج من الاستعصاء الناجم عن رفع سقف التهديدات بالحرب، وعجز الولاياتالمتحدة عن تنفيذها، وضبط الانفجارات المتولدة عنها، لفت أيضاً اهتمام الرئيس الأميركي باراك أوباما، في مؤتمر صحافي في سان بطرسبرغ الجمعة الماضي، باقتراح يمنح النظام السوري مهلة 45 يوماً إضافية، وتأجيل أي عمل عسكري إذا ما وافقت دمشق على التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. ووصف اوباما مثل هذا الاقتراح بأنه «بناء". ويلفت الصحافي المعارض السوري نزار نيوف في موقع الحقيقة إلى أن توقيع المعاهدة يعني تجريد سوريا من سلاح الردع الاستراتيجي في مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي. وأشارت صحيفة السفير أنه على مستوى السلاح «الكيميائي» السوري، يبدو التصور الذي يعكسه موقف أوباما، رغم انه لم يتبلور بوضوح ويدخل في سياق الارتباك السائد لدى الرئيس الأميركي، هو الأقرب إلى منطق الصفقات التي تحفظ ماء وجه الأميركي أولا، وتضمن أمن إسرائيل، وهو الهدف الأولي الذي حدده للعدوان، ويوقف العد العكسي لأي عملية عسكرية. ويستند تحقيق التصور إلى تطوير البروتوكول الحالي للجنة الخبراء الأمميين وتحويل مهمتهم إلى مهمة بحث وتحديد مخزون «الكيميائي» السوري، بضمانات روسية - أميركية مشتركة ووضعه بعهدة الأممالمتحدة. إن خطة من هذا النوع تتطلب مسبقاً أن تقوم دمشق بالتوقيع على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. ويجري تدوال رقم الألف طن من المواد الكيميائية التي قامت سوريا بتطويرها في مراحل مختلفة منذ السبعينيات. ورفضت سوريا مبادرة وكالة الطاقة النووية منتصف التسعينيات من اجل شرق اوسط خال من اسلحة الدمار الشامل ما لم يتضمن اسرائيل غير الموقعة على معاهدة الحد من الأسلحة النووية. وتقدم الاقتراح بتفكيك «الكيميائي» السوري خطوة اخرى، إذ ابدى وزير الدفاع النمساوي غيرهارد كلوغ، في رسالة بعث بها الى نظيره الأميركي تشاك هايغل، استعداده لإرسال 20 خبيراً نمساوياً للمشاركة في بعثة أممية تشرف على التخلص من المخزون «الكيميائي» السوري. وهو الإعلان الأوروبي الأول، من بلد قريب من سوريا تقليدياً، للانخراط في عملية معقدة، للخروج من الاستعصاء العسكري والديبلوماسي. أما تفعيل جنيف كقناة موازية ومتزامنة مع البحث بتحييد «الكيميائي» السوري، فقد جرى اختبار عرض أوروبي جديد يستعيد التفسير الأوروبي القديم للاتفاق المعقود في 30 حزيران العام 2012، ونقطته الخلافية الكبرى في تنحية الرئيس السوري الأسد قبل البحث في نقاط الحكومة الانتقالية والانتخابات. وبحسب مصدر ديبلوماسي غربي، فقد قدمت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في سان بطرسبرغ الجمعة الماضي، لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقتراحاً يقضي باستدعاء أطراف جنيف بأقرب وقت ممكن. وقال المصدر الديبلوماسي الغربي إنه جرى استدعاء الوسيط الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي، من جنيف، لحضور الاجتماعات إلى جانب آشتون والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ووصف الأجواء بأنها كانت إيجابية بشأن اقتراحات دارت حول عملية انتقالية تبدأ على الفور، على ان يتنحى الأسد في غضون ثلاثة اشهر. وقال المصدر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض العرض، وقال إن السوريين وحدهم هم من يحدد الموقف. وفي هذا السياق، أكد كيري أن «انتهاء الحرب الأهلية في سوريا يتطلب حلاً سياسياً فلا يوجد حل عسكري»، مشدداً على أن «ما تسعى إليه الولاياتالمتحدة مع شركاء آخرين في المجتمع الدولي هو ضمان احترام القوانين في مجال الأسلحة الكيميائية. نحن لا نريد أن نكون طرفاً في النزاع». وفي الوقت الذي يبدأ فيه الكونغرس الأميركي اجتماعاته اليوم، يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو. كما يصل الى موسكو مساعد وزير الخارجية الإيراني امير حسين عبد اللهيان