ناقش قادة دول مجموعة ال 20 الأزمة السورية في ضوء الضربة العسكرية المتوقع توجيهها لنظام بشار الأسد ، مساء أمس خلال مأدبة عشاء شهدت توترا بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. ووصل أوباما منفردا إلى المأدبة التي تم التطرق خلالها إلى الأزمة السورية التي تثير خلافات دبلوماسية كبيرة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وكان بوتين اقترح في كلمة ألقاها في افتتاح القمة المنعقدة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إدراج موضوع الأزمة السورية على جدول أعمال عشاء العمل الذي يخصص عادة للمسائل الاقتصادية. وقال: إن «بعض المشاركين طلبوا مني تخصيص وقت لبحث مواضيع أخرى ملحة جدا في السياسة الدولية خاصة الوضع في سوريا واقترح القيام بذلك أثناء العشاء. وجاء بعد دقائق من المصافحة المصحوبة بالابتسامة الدبلوماسية بين بوتين وأوباما رغم العلاقات السيئة بينهما. وقبل ذلك، وخلال لقائه رئيس الوزراء الياباني، قال أوباما: إن قادة العالم أجمع «يتفقون على أن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا ليس مأساة فحسب، لكنه انتهاك للقانون الدولي ينبغي تسويته». ومن جانبه قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: «إن هذه القمة يهيمن عليها ما يجري على المستوى الدولي، وبالتالي الأزمة السورية».. والتقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المؤيد لتوجيه ضربات قاسية للنظام السوري بهدف الإطاحة به. لكن على الرغم من الابتسامات أمام المصورين، يواجه مؤيدو التدخل العسكري رفض الصين وكذلك روسيا حليفة بشار الأسد، إذ أعلن الناطق باسم الوفد الصيني كين غانغ أن بلاده تعارض استخدام أسلحة كيميائية من أي جهة كانت .. مضيفا أن «نتائج تحقيق» الأممالمتحدة حول استخدام هذه الأسلحة الكيميائية «ستشكل الأساس للخطوة المقبلة» حول هذا الملف. ومن بطرسبورغ واصل أوباما اتصالاته مع أعضاء مجلس النواب الأمريكي لإقناعهم بتأييد موقفه. وقرر إلغاء زيارة كانت مقررة إلى كاليفورنيا (غرب) مطلع الاسبوع المقبل للدفاع عن قرار في الكونغرس بشأن استخدام القوة في سوريا. ويتوجه وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو يوم الاثنين المقبل للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والتباحث حول «كافة جوانب الوضع في سوريا»، كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان جاء فيه: «إن روسيا لاتزال مقتنعة بأن من الضروري وضع حد لأعمال العنف ومعاناة المدنيين في سوريا في أسرع وقت من دون محاولات للتدخل العسكري الخارجي». وأعلنت الأممالمتحدة بصورة مفاجئة وصول مبعوثها الخاص إلى سوريا الأخضر الابراهيمي إلى سان بطرسبورغ لمساعدة الامين العام بان كي مون في الدفع باتجاه عقد المؤتمر الدولي حول سوريا المعروف باسم «جنيف 2». وقال بان كي مون في بيان: إن « الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتفادي حمام الدم». ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اليوم وغدا في فيلنيوس لتوحيد مواقفهم. وقد ينضم إليهم نظيرهم الأمريكي جون كيري.. من جهتها، اتهمت سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة سامنثا باور روسيا بأنها تأخذ مجلس الأمن «رهينة» في قضية الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في ريف دمشق. وقالت باور للصحافيين: إنه لا ينبغي ترك النظام السوري «ينتهك القوانين الدولية» ويتصرف دون عقاب باستخدام الأسلحة الكيميائية لأن روسيا التي توفر له «الحماية» تعيق مجلس الأمن من التحرك.