أظهرت الدراسات الحديثة، أن 35% من مرضى الذبحة الصدرية، عانوا في الفترة السابقة للإصابة من التوتر، ما يشير إلى خطورة التوتر على مرضى القلب، حيث ينتج عنه مضاعفات عديدة لهم، بالإضافة إلى التسبب في مرض إجهاد القلب الذي يشبه في أعراضه الذبحة الصدرية. حيث يمثل التدخين والسكري وارتفاع الكولسترول في الدم، تهديدات قوية ومعروفة لمعظم مرضى القلب، فيما هناك تهديدات أخرى ليست معروفة بقدر كافي بين مرضى القلب، ولكنها خطرة بدرجة قاتلة، ومن أهم هذه التهديدات، التوتر، الذي يعد أكثر الأمراض النفسية انتشارا، وأظهرت دراسات حديثة وجود علاقة مباشرة بينه وبين وحدوث الأزمات القلبية، ما يتطلب من مرضى القلب الابتعاد عن التوتر العصبي. «التوتر» خطر على مرضى القلب، حسب ما أكدت الدكتورة منى عبد الحميد، أستاذ أمراض القلب، وقالت ل «إيلاف» إن مخاطر الإصابة بأزمات قلبية تزداد بشكل كبير، عند حدوث توتر شديد يزيد معه عدد ضربات القلب ويتضاعف، ما يؤدي إلى توسيع الشرايين، وزيادة سرعة الدورة الدموية وضربات القلب، وكذلك زيادة الجهد على عضلة القلب، فيما يسمى مرض إجهاد القلب، والذي يختلف عن أعراض النوبات القلبية المألوفة التي تنجم عن انسداد الشرايين، ويظهر الفارق فقط عند الفحص باختبارات الدم، والأشعة والرنين المغناطيسي، مشيرة إلى تشابه أعراض الإجهاد مع النوبات القلبية، حيث يشعر المريض بآلام في الصدر وقصور في التنفس، ووجود سائل في الرئتين. وأضافت عبد الحميد أن التوتر يتسبب أيضا في الإصابة بضغط الدم المرتفع، الذي يمثل خطورة على القلب. وأوضحت أن الغدد الصماء العصبية، تتأثر أيضا بالتوتر، ما يؤثر على الجهاز العصبي المستقل، الذي ينظم الأعمال الإرادية كعمل القلب وتنظيم دقات القلب، وبالتالي أي خلل يصيب الغدد الصماء يؤثر بشكل غير مباشر على القلب، ويتسبب في إصابته بتضخم البطين الأيسر أو الشرايين التاجية، واضطراب القلب الذي يسبب الذبحة الصدرية، وكذلك هبوط القلب الاحتقاني. وأوضحت عبد الحميد أن مرضى القلب يمكنهم اكتشاف تأثير التوتر عليهم، بعمل «فحص إجهاد»، ونصحت أستاذة أمراض القلب، المرضى بتجنب التوتر، عن طريق تنظيم ساعات كافية للنوم، بالإضافة إلى إتباع عادات صحية وغذائية سليمة، تقلل من التعرض للتوتر، والابتعاد عن الإرهاق في العمل.