كشف د. حسن محمد عارف استشاري الحساسية والصدرية أن ثمة عدة أسباب لمرض الذبحة الصدرية منها : عندما تزيد حاجة القلب للدم والأكسجين عن الكمية المتاحة، وهذا يكون أثناء الحركة والنشاط. أو بسبب الضغوط النفسية. أو بعد تناول وجبة دسمة. أو بسبب الإحساس بالحر أو البرد الشديدين. ويزيد الدم القادم الى القلب عادةً عند زيادة الحاجة له، لكن في بعض الحالات تكون الشرايين ضيقة بسبب ترسب بعض المواد عليها(atherosclerosis)، أو تتقلص الشرايين لأسباب مختلفة فلا تتمكن من زيادة كمية الدم فتحدث الذبحة.يصاب المدخنون وزائدوا الوزن بالذبحة الصدرية أكثر من غيرهم. وأهم عرض للذبحة الصدرية هو الأحساس بألم قليل ضاغط خلف عظمة القص، ينتشر الألم أحياناً الى الرقبة والفكين، أو الى الظهر أو الذراعين. يحدث الالم مع المجهود العضلي أو النفسي ويختفي عند الراحة، ويشتكي بعض المصابين من صعوبة في التنفس وزيادة في التعرق والإحساس بالغثيان والتعب والإرهاق الشديدين. ومن المهم معرفة أن ليس كل ألم في الصدر يعني ذبحة صدرية، فقد يكون الألم ناتجاً عن شد في عضلات الصدر أو بسبب مشكلة في المريء، أو في الجهاز التنفسي. والذبحة الصدرية تعني أن عضلات القلب لا تكتفي بكمية الاكسجين التي تحصل عليها، وهي عبارة عن عَرَض تحذيري للمصاب به ليتخذ اللازم لزيادة إمداد عضلات القلب بالاكسجين ومعالجة الأمر المسبب لنقصه. كما أن الاصابة بالذبحة الصدرية لا يعني حتمية الإصابة باحتشاء عضلة القلب فيما بعد إذا اتخذت التدابير اللازمة لمنع ذلك، لكن يمكن أن تكون إنذاراً بحصول الإحتشاء في المستقبل. وهناك عوامل تزيد من خطورة الاصابة بالذبحة الصدرية ومنها: التدخين ،زيادة الوزن ،ارتفاع ضغط الدم ،زيادة نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم ،الإصابة بداء السكري، وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب. تشخيص الذبحة يعتمد الطبيب في تشخيصه للذبحة الصدري على التاريخ المرضي للمصاب، شاملاً وصف الألم ومكانه وسبب حدوثه، بالإضافة لوجود عوامل الخطورة السابقة الذكر. يطلب الطبيب بعدها إجراء تخطيط للقلب يُعمل أثناء استلقاء المريض على السرير ثم أثناء قيامه بمجهود معيّن كالمشي أو ركوب الدراجة الخاصة بالفحص. يحتاج بعض المرضى لعمل صورة أشعة خاصة بشرايين القلب لمعرفة ما إذا كانت متضيقة بفعل ترسب بعض المواد عليها. أما علاج الذبحة الصدرية فيكون بالتوقف عن التدخين،والامتناع عن شرب الخمور،وإنقاص الوزن الزائد،والحمية الغذائية والتقليل من الدهون وخاصة المشبعة،وممارسة التمارين الرياضية بانتظام،والتحكم الجيد بداء السكري،والتحكم الجيد بضغط الدم،وممارسة الاسترخاء بانتظام للتخلص من الضغوط النفسية او التحكم بها، واستعمال بعض العقاقير الطبية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية تُصرف بعد مراجعة الطبيب وتؤخذ عند بداية الأحساس بالألم (مثل النيتروجليسرايد)،وأخذ جرعة صغيرة يومية من الأسبرين،ومراجعة الطبيب بانتظام واتباع النصائح الطبية،ويحتاج بعض المرضى لعمل توسيع للشرايين التاجية عن طريق القسطرة أو لعملية جراحية لتبديل الشرايين بأخرى سليمة تؤخذ من الفخذ. وتحدث د.عارف عن الفرق بين الذبحة المستقرة وغير المستقرة بقوله:تحدث الذبحة الصدرية الاعتيادية أو المستقرة في أحوال معينة. مثلاً: بعد القيام بمجهود بدني أو التعرض لضغوط نفسية أو للحر أو البرد، وتختفي عند الراحة، وتزيد حدة الألم تدريجياً. أما الذبحة الصدرية غير المستقرة فهي تحدث أحياناً دون التعرض للأسباب سالفة الذكر، أو تستمر على الرغم من الراحة، أو أنها تبدأ فجأة بألم حاد وشديد جداً، أوتكون حدة الألم فيها مساوية لتلك التي تحدث في حالة احتشاء عضلة القلب على الرغم من أن الفحوصات المخبرية تؤكد عدم وجود الإحتشاء. وتعتبر الذبحة الصدرية غير المستقرة أشد خطورة من الذبحة المستقرة وتُنذِر باحتمال الإصابة باحتشاء قريب لعضلات القلب. ويتأقلم المصابون بالذبحة الصدرية مع أعراضهم ويمكنهم عادة التحكم بها، لكن يحدث في بعض الأحيان أن يصابوا ببعض الأعراض التي تنذر بوجود مشكلة أكبر من الذبحة، ولذلك لا بد من استشارة طبية عاجلة، والأعراض هي:استمرار ألم الذبحة لأكثر من عشر دقائق ،زيادة حدة الألم عن العادة ،عدم تأثر الألم باستعمال الأدوية المعتادة واستمراره على الرغم منها ،زيادة عدد نوبات الألم عن المعتاد، الإحساس بالألم أثناء الراحة، الاحساس بأعراض جديدة لم تكن موجودة في السابق.